الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يحبس بوله ليتمكن من الصلاة

السؤال

أعاني من مرض وهو بعد الفراغ من التبول لا ينقطع مني البول إلا بعد فترة طويلة تصل إلى أكثر 45 دقيقة وقال لي الطبيب إنه مرض خلقي،
ولذلك دائما أحرص على التبول في المنزل وأحبس البول في العمل لكي أستطيع الصلاة.
فهل هذا في حكم سلس البول؟ مع العلم بأنه ينقطع بعد الفترة التي ذكرت ولا يخرج مني البول بعد ذلك أفتوني جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن ما يعتريك هو من السلس الذي يفارق كثيرا، ولا تنطبق عليه الأحكام المترتبة على السلس الملازم كل الوقت أو جله. وعليه، فإنك مطالب بالانتظار حتى ينقطع البول، ما دام نزوله لمدة محدودة، فتتوضأ وتصلي، ولو ترتب على ذلك صلاتك منفردا (بعد الجماعة) ولكن احذر أن يكون الموضوع من وسوسة الشيطان. ولا ينبغي لك حبس البول مع الإحساس بضرورة نزوله لسببين: الأول منهما: ثبوت النهي عن صلاة الإنسان وهو يدافع الأخبثين: البول والغائط. ففي صحيح مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا صلاة بحضرة طعام، ولا هو يدافعه الأخبثان. قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم: في هذه الأحاديث كراهة الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله لما فيه من اشتغال القلب به وذهاب كمال الخشوع، وكراهتها مع مدافعة الأخبثين، وهما البول والغائط، ويلحق بهذا ما كان في معناه يشغل القلب ويُذهب كمال الخشوع. وهذه الكراهة عند جمهور أصحابنا وغيرهم إذا صلى كذلك وفي الوقت سعة، فإذا ضاق بحيث لو أكل أو تطهر خرج وقت الصلاة صلى على حاله محافظة على حرمة الوقت، ولا يجوز تأخيرها. الثاني: أن حبس البول قد تكون له مضاعفات سيئة على صحتك. وراجع الفتوى رقم: 3571. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني