الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفضل لمن يصوم يوما ويفطر يوما ووافق يوم فطره يوما يُسن صومه

السؤال

أحاول الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن ذلك: صيام الأيام البيض، ولكن تكون متتالية، أي: أنها تخالف صيام يوم وترك يوم. فهل إذا صمت الأيام البيض أفطر 3 أيام متتالية لتعادلها؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزادك الله حرصا على الخير ورغبة فيه، ثم اعلم أن صوم يوم وفطر يوم أفضل الصيام؛ كما ثبت بذلك الحديث، فإن وافق اليوم الذي تفطره يوماً يسن صومه كالاثنين والخميس أو كأحد أيام البيض؛ فالأفضل لك إن كنت تصوم يوماً وتفطر يوماً أن تفطر هذا اليوم، وأجرك أتم ممن اقتصر على صيام تلك الأيام، وهذا هو ظاهر كلام فقهاء الشافعية خلافا لما بحثه بعضهم.

قال الفقيه ابن حجر في التحفة: وصوم يوم وفطر يوم أفضل منه -يعني من صوم الدهر- لِخَبَرِهِمَا «أَفْضَلُ الصِّيَامِ صِيَامُ دَاوُد، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» وَظَاهِرُ كَلَامِهِمْ أَنَّ مَنْ فَعَلَهُ فَوَافَقَ فِطْرُهُ يَوْمًا يُسَنُّ صَوْمُهُ كَالِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ وَالْبِيضِ يَكُونُ فِطْرُهُ فِيهِ أَفْضَلَ لِيَتِمَّ لَهُ صَوْمُ يَوْمٍ وَفِطْرُ يَوْمٍ؛ لَكِنْ بَحَثَ بَعْضُهُمْ أَنَّ صَوْمَهُ لَهُ أَفْضَلُ. انتهى.

ويستثنى من ذلك عاشوراء وعرفة، فإنهم اختاروا أن صومها أفضل من فطرها لمن وافق يوم فطره أحد هذه الأيام، قال العبادي في حاشيته: (قَوْلُهُ وَظَاهِرُ كَلَامِهِمْ أَنَّ مَنْ فَعَلَهُ إلَخْ) أَقُولُ ظَاهِرُ كَلَامِهِمْ أَيْضًا أَنَّ مَنْ فَعَلَهُ فَوَافَقَ صَوْمُهُ يَوْمًا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ كَالسَّبْتِ يَكُونُ صَوْمُهُ أَفْضَلَ لِيَتِمَّ لَهُ صَوْمُ يَوْمٍ وَفِطْرُ يَوْمٍ (قَوْلُهُ يَوْمًا يُسَنُّ صَوْمُهُ) يَدْخُلُ فِيهِ نَحْوُ عَرَفَةَ وَعَاشُورَاءَ وَتَاسُوعَاءَ وَفِيهِ نَظَرٌ، وَالْمُتَّجِهُ أَنَّ صَوْمَهُمَا أَفْضَلُ، وَلَا يَخْرُجُ بِهِ عَنْ صَوْمِ يَوْمٍ وَفِطْرِ يَوْمٍ؛ بِخِلَافِ سِتَّةِ شَوَّالٍ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لَا تُطْلَبُ مُوَالَاتُهَا، فَإِنَّ مُوَالَاتَهَا لَيْسَتْ مُتَأَكِّدَةً كَتَأَكُّدِ صِيَامِ هَذِهِ الْأَيَّامِ. انتهى.

وبه تعلم أن الأفضل لك -إن شاء الله- إن كنت تريد صوم يوم وفطر يوم أن تفطر ما وافق يوماً مسنوناً صومه من تلك الأيام، وأجرك والحال هذه أتم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني