الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعلل بقصة الخضر لقتل الصبيان ظاهر البطلان

السؤال

لقد ذكر الله في سورة الكهف أن العبد الصالح الذي التقاه سيدنا موسى وتعلم منه أنه قد قتل غلاما لأنه قد أرهق أبويه الصالحين، فهل هذا مبرر في عصرنا الحالي أن نقتل كل من تنطبق عليه مواصفات الغلام؟ الرجاء شرح هذا الأمر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فاعلم أن ما قام به الخضر عليه السلام من قتله الغلام الكافر وخرقه للسفينة، كان عن وحي من الله له بفعل ذلك، كما قال تعالى حكاية عنه: وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي [الكهف: 82]. قال ذلك ردا على موسى عليه السلام حينما قال له: "أقتلت نفسا زكية بغير نفس" "أخرقتها لتغرق أهلها" فلما كان هذا أمر الله العليم العادل، لم يكن من موسى إلا التسليم والخضوع، فلله تعالى أن يفعل في ملكه ما يريد، ويحكم في خلقه بما يشاء مما ينفع أو يضر، فلا مدخل للعقل في أفعاله ولا معارضة لأحكامه. هذا، وقصة الخضر مع موسى يتذرع بها أهل الزندقة والباطل في كثير من الدعاوى، ومنها هذه الدعوى الواردة في السؤال. ورحم الله الحافظ ابن حجر عند ما قال: وينبغي اعتقاد كونه نبيا، لئلا يتذرع بذلك أهل الباطل في دعواهم. اهـ. قال النووي رحمه الله تعالى شارحا رسالة ابن عباس رضي الله عنهما إلى الخوارج: قوله "فلا تقتل الصبيان؛ إلا أن تكون تعلم ما علمه الخضر من الصبي الذي قتل" معناه أن الصبيان لا يحل قتلهم، ولا يحل لك أن تتعلق بقصة الخضر وقتله صبيا، فإن الخضر ما قتله إلا بأمر الله تعالى على التعيين، كما في آخر القصة، "وما فعلته عن أمري". فإن كنت تعلم من صبي ذلك، فاقتله، ومعلوم أنه لا علم له بذلك، فلا يجوز له القتل. اهـ. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني