الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المساهمة في ترويج الخمر منكر عظيم

السؤال

أنا موظف في شركة أجنبية عربي وحيد، ما العمل (الرسالة مشروبات روحية) أنا شاب مسلم ملتزم لا أعلم الحكم إن كنت آثما أم لا؟ وكيف أكفر عما سبق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كان المقصود بسؤالك أنك موظف في شركة لصناعة الخمر أو بيعها أو توزيعها على الزبائن أو نحو ذلك، فإن هذه الوظيفة لا تجوز، لاشتمالها على مشاركةٍ ما في سبيل ترويج هذا المنكر العظيم. وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من له مشاركة في تناول الخمر. ففي سنن الترمذي وابن ماجه: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة: عاصرَها، ومعتصرَها، وشاربَها، وحاملَها، والمحمولةَ إليه، وساقيَها، وآكلَ ثمنها، والمشتري لها، والمشتراة له. فيجب عليك الابتعاد فورا عن هذه الوظيفة، ولتعلم أنها كسب خبيث لا يحل لك الانتفاع بما تأخذه من مرتب، بل يجب عليك التخلص منه بدفعه إلى بعض المشاريع الخيرية ككفالة الأيتام أو رعاية المحتاجين، أو غير ذلك. وعليك المبادرة إلى التوبة الصادقة والإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة. ولتكن على علم بأن الرزق مقسوم، وأن ما عند الله تعالى لا ينال بمعصيته، فإذا اتقيت الله تعالى، كفاك ما أهمك، ورزقك من حيث لا تحتسب. قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب [الطلاق: 2-3]. ونهنئك على كونك ملتزما بأوامر الله تعالى، ومن ضمن ذلك ابتعادك عما حرم الله تعالى، وراجع الفتوى رقم: 23207. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني