الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أداء الدين عند انخفاض قيمة العملة انخفاضا فاحشا

السؤال

كان لديَّ محل تجاريّ في سوريا، وأحد التجار كان له عندي مبلغ مالي ٢٠٠ ألف ليرة سورية، وكانت تساوي أربعة آلاف دولار، وهذا المبلغ هو ثمن بضاعة أخذتها منه، وكنت أسدد كل أسبوع دفعة، وكان المبلغ يرتفع وينخفض متوافقا مع معدل السحب والدفعات، وبسبب الحرب هبطت قيمة العملة السورية، والآن مبلغ ٢٠٠ ألف ليرة يساوي ٥٠٠ دولار.
سؤالي هو: هل أعطي هذا التاجر دينه بالعملة السورية وهو ٢٠٠ ألف ليرة؟ أو أعطيه أربعة آلاف دولار كما كان يساوي المبلغ من قبل؟
جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأصل في وفاء الديون الثابتة بعملة ما هي بالمثل وليس بالقيمة؛ لأن الديون تقضى بأمثالها، لكن عند انهيار قيمة العملة، وانخفاضها انخفاضا فاحشا، ولو مع بقاء التعامل بها، فهنا لا بد من اعتبار ذلك التغير الحاصل فيما ذهب إليه أكثر المعاصرين وبعض المتقدمين.

قال الدكتور علي القره داغي في بحثه "أثر التضخم والكساد في الحقوق والالتزامات الآجلة" قال: الذي نراه راجحًا هو أن الأصل في النقود الورقية أيضًا أنها مثلية، ولا نخرجها عن المثلية إلا إذا زالت عنها هذه المثلية من انهيار قيمتها، أو وقع غبن فاحش فيها ..." وما ذكرته من نقصان قيمة عملة الدين، وذهاب أكثر من نصف قيمتها يعتبر انهيارا، وعدم اعتباره يؤدي إلى غبن فاحش، فتراعى القيمة وفق ما بيناه مفصلا في الفتوى: 348040.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني