الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

عندما ذهبت لنصح شخص، قال لي: إذا كنت مقبلًا من أجل أن تنصحني؛ فلا داعي، فأنا لا أريد أن أتغير، ولا أريد النصيحة من أحد، وشكرًا على احترامك. أي أن هذا الإنسان: لا يريد النصيحة حتى من أقرب الأقربين، فهل نواصل نصحه؟ مع العلم أنه من الممكن أن يصل به الأمر إلى أن يتشاجر مع أقرب الأقربين إليه، فمشكلته أنه لا يريد النصيحة، حتى بالتي هي أحسن، ويراها من باب عدم الاحترام.
بما أنه أقر أنه لا يريد النصيحة، والتدخل في شؤونه الخاصة، فهل نواصل نصحه في هذه الحالة رغمًا عنه، أم نتوقف عن نصحه؟ بارك الله فيكم على الإفادة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان حال هذا الشخص كما ذكرت من عدم قبول النصيحة، فلا تلزمك نصيحته، ولا سيما إذا خشيت حصول مفسدة، قال ابن بطال -رحمه الله- في شرح البخاري: والنصيحة لازمة على قدر الطاقة، إذا علم الناصح أنه يقبل نصحه، ويطاع أمره، وأمن على نفسه المكروه. وأما إن خشي الأذى، فهو في سعة منها. اهـ.

لكن مع ذلك، فلا مانع من معاودة نصحه، والسعي في استصلاحه بطريق آخر، مع مراعاة آداب النصيحة التي تعين على قبولها، وراجع تفصيل ذلك في الفتوى: 274735.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني