الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب فتاة وأرد خطبتها فوجدها متزوجة ويريد انتظارها

السؤال

كنت أحب فتاة من طرف واحد، منذ أكثر من 5 سنوات. عمري الأن 20 سنة. عندما جئت لأخطبها وجدتها متزوجة، ولا أستطيع نسيانها أبداً.
السؤال: هل يجوز أن أنتظرها لأتزوجها، أو ألتقي بها في الجنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتفكير في تلك المرأة التي تبين لك أنها ذات زوج، لا طائل من ورائه، بل هو مضيعة للوقت. ثم إنه ما يدريك، فقد لا يكون الخير في زواجك منها، ويكون الخير في زواجك من غيرها، ولأجل هذا صرفها الله تعالى عنك.

فتوجه إلى ربك، وسله بقلب خاشع أن يعينك على نسيانها، وهو سبحانه لن يخيب من دعاه ولجأ إليه ورجاه، وهو القائل سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
وأما تركك الزواج رجاء الزواج منها، فقد يكون جريا وراء السراب، فما يدريك أن يفارقها زوجها، أو تفارقه حتى تكون خالية من زوج فتتمكن من الزواج منها. ثم إنه قد تحول بينك وبين الزواج العوارض من الموت أو غيره، فتكون قد فوت على نفسك كثيرا من المصالح المرتجاة من الزواج، وقد ذكرنا بعضها في الفتوى: 340735.

هذا بالإضافة إلى أن الزواج تعتريه الأحكام التكليفية، ومنها الوجوب، فيجب في حق من يخشى على نفسه الفتنة، ويمكنك مراجعة الفتوى: 3011.

وننبه في الختام إلى أن المرأة في الجنة تكون لزوجها من أهل الدنيا، فإن ماتت هي تحت هذا الزوج، أو مات هو ولم تتزوج بعده غيره، فهي زوجته في الآخرة إن دخلا الجنة. وإن تزوجت غيره، فهي لآخر أزواجها، وانظر الفتوى: 2207، والفتوى: 19824.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني