الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السنة مثل القرآن في كونها وحيًا منزلًا وفي وجوب العمل بها

السؤال

كيف نجمع بين قوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}، وبين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه"؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا يوجد تعارض بين الآية الكريمة والحديث حتى يُقال: كيف يُجمع بينهما، فالآية فيها إخبار من الله بأن الإنس والجن لا يستطيعون الإتيان بمثل القرآن، والحديث فيه إخبار بأن الله تعالى أعطى نبيه صلى الله عليه وسلم وحيًا آخر من عنده سبحانه وتعالى مثل القرآن، وهو السنة المبينة للقرآن، فالسنة مثل القرآن في كونها وحيًا منزلًا، وفي وجوب العمل بها، قال صاحب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى: فإن السنة مثل القرآن في وجهين:

أحدهما: أن كلًّا منهما من عند الله عز وجل على ما تلونا آنفًا من قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4].

والثاني: استواؤهما في وجوب الطاعة بقوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء:80]، وبقوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء:59]. اهـ.

فالسنة التي هي مثل القرآن هي من عند الله، وليس من عند الإنس والجن، والآية فيها استحالة إتيان الإنس والجن بمثل القرآن، وليس استحالة ذلك على الله تعالى.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني