الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز لمن من تخرج منها الإفرازات بكثرة التيمم والجمع؟

السؤال

أدرس في بلد أوروبي، وأذهب إلى المدرسة من الساعة التاسعة صباحا، وأعود قرب المغرب، أي حوالي الساعة 3:30 ويبقى لصلاة المغرب حوالي 25 دقيقة.
عندي مشاكل صحية منها القولون العصبي، ولدي إفرازات دائمة، وهذا يصعب علي الصلاة، والحفاظ على الوضوء لمدة تكفي للصلاة. والمدرسة لا توفر لي مكانا لأصلي إلا في وقت الغداء، حيث الغرف الدراسية فارغة، ولكن في هذا الوقت تكون صلاة الظهر قد خرج وقتها والعصر على وشك أن يؤذن له.
في وقت الغداء أذهب للحمام، ولأن الحمام مفتوح، وصنابير المياه مكشوفة؛ فأضطر إلى أن أتوضأ في الداخل، مستخدما زجاجة مياه. ولكون لدي إفرازات، فإني أحتاج إلى أن أغسل ملابسي لكل صلاة. أحيانا بعد أن أتوضأ وأخرج من الحمام، تخرج مني ريح. وفي هذا الوقت يكون قد بقي ما يقل عن 20 دقيقة لإعادة الوضوء والصلاة. فأحتار ماذا أفعل؟ وأنا أعود للمنزل قرب صلاة المغرب، ولا أريد أن أجمع الصلوات. فماذا أفعل؟
وأحيانا قد يحالفني الحظ ويشاء الله وأتوضأ قبل صلاة العصر بعشر دقائق؛ فأصلي الظهر وأنتظر العصر، ولكن كما أوضحت أن لدي إفرازات وأحتاج لأن أعيد الوضوء وليس لدي وقت للوضوء. فهل يجوز التيمم بأرضية المدرسة التي فوقها سجاد؟ وكيف إن كان ذلك ممكنا؟
وهل يجوز التيمم مع وجود إفرازات؟ وهل يجب أن أعيد الوضوء عند دخول وقت الصلاة، أم يمكن الجمع بين الصلوات عند الذهاب إلى البيت. ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فأما عدم وجود مكان للصلاة، فهذا مما يندر حدوثه، إذ الصلاة تصح في كل مكان؛ لحديث: وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ، فَلْيُصَلِّ. متفق عليه. إلا أن كثيرا ممن يعيش في بلاد الغرب، يتعذر بعدم وجود مكان، وهو في الحقيقة إما أنه يقصد المكان المخصص للعبادة، ظنا منه أن الصلاة لا تصح إلا في ذلك، وإما أنه يقصد المكان الخالي الذي لا يراه فيه الكفار، وهذا ليس عذرا لتأخير الصلاة عن وقتها حتى الرجوع إلى البيت.
وأما مشكلة الإفرازات: فخروج تلك الإفرازات ناقض للوضوء، وهذه الإفرازات العادية المعروفة برطوبات الفرج، محكوم بطهارتها في المفتى به عندنا، فلا توجب الاستنجاء، ولا غسل الملابس منها، وإنما يجب الوضوء فقط، فتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها، وانظري الفتوى: 110928.
وإذا بلغت الإفرازات حد السلس، فإنه يجوز لك أن تجمعي بين الظهر والعصر في وقت إحداهما تقديما أو تأخيرا، كما يجوز لك أن تجمعي بين المغرب والعشاء. أما الجمع بين كل الصلوات، فهذا لا يجوز، ولم تأت به الشريعة.
ولا يجوز العدول عن الوضوء إلى التيمم بحجة عدم وجود مكان للوضوء، ويمكنك أن تغلقي على نفسك الحمام وتتوضئي فيه، ولو فرض أن هذا متعذر بكل حال، ولم يمكن أن تتوضئي إلا بكشف ما هو عورة أمام الأجانب، فإنه يجوز لك عند جمع من الفقهاء العدول إلى التيمم، وانظري الفتوى: 79230.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني