الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النصح والإنكار بعد التثبت والتبين من حكم الله

السؤال

أنا فتاة جامعية، ولا أملك الخبرة العميقة في مجال الدين والإفتاء، ولكني كثيرا ما ألاحظ أخطاء تقوم بها بعض الفتيات في الجامعة، وكنت أنصحهن في مجال معرفتي، ولكن لاحظت مرة سردي لحديث ضعيف، أو شيء من هذا القبيل، وتذكرت الوعيد لمن أفتى بغير علم. فأصبحت حينها أتحاشى تقديم النصائح لخوفي أن أكون مخطئة، وأن أكسب إثما أعظم من سكوتي عن خطأ، ولكني قرأت بعدها حديثا معناه: أنه لا خير في قوم لا يتناصحون، ولا خير في قوم لايحبون الناصحين، فأصبحت أنصح، وأقول لهم بعدها أنا غير متأكدة، فارجعي إلى البيت، وابحثي أكثر.
سؤالي:
هل أعتبر من ضمن الذين يفتون بغير علم؟
هل قولي لها بأن يتأكدوا ويبحثوا يبرئني إن وقعت في خطأ عند النصح؟
أم يجب علي أن أكف عن تقديم النصيحه وأسكت؟
وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالكلام في دين الله بغير علم مما لا يجوز، قال تعالى: وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ {النحل:116}، والنصوص في هذا المعنى كثيرة، فعليك إذا رأيت ما تستنكرينه، ولم تكوني متثبتة من حكمه أن تراجعي أولًا، وتتثبتي بسؤال أهل العلم.

فإذا تحققت من المعلومة، فبينيها حينئذ لصاحباتك، وأما قبل أن تكوني متثبتة من حكم الله فيما تنكرينه، فلا تتعجلي بالكلام، وقولك لهن إنك غير متأكدة قد يعفيك من شيء من المسؤولية، لكن الأولى ألا تتكلمي إلا بعد التثبت والتبين من حكم الله تعالى.

وأما المنكرات الظاهرة التي تعلمين كونها منكرا، فبادري بإنكارها، ولا تتوقفي في ذلك، ما دمت تجزمين بحكم الله فيها، والعبرة إذًا بحصول الجزم عندك، والعلم التام بما تتكلمين فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني