الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمثل الطرق لدعوة النساء

السؤال

أارجو بيان كيفية دعوة الرجل المرأة إلى التوبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الداعي ينبغي له أن يتعرف على مستوى المدعو حتى يخاطبه على قدر مستواه الثقافي والعقلي وعلى قدر فهمه، كما قيل: خاطبوا الناس على قدر عقولهم، فقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم معاذا على حالة أهل اليمن، كما في حديث الصحيحين فقال: إنك تأتي قوماً أهل كتاب.... وفي صحيح مسلم أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة. ثم إن النساء في الأغلب تغلب عواطفهن على عقولهن، فحاول استعطاف المدعوة عن طريق الترغيب والترهيب، وذكر مواقف الآخرة والقبور وما فيها من أهوال، وحدثها عن جبروت الله وانتقامه وإحاطة علمه بكل شيء حتى تتربى عندها خشية الله ومراقبته. ثم حدثها عن نساء السلف وعن التائبات قديماً وحديثاً، وكتب السير والقصص المفيدة -مثل: العائدون إلى الله- مملوءة بهذا، ولا تهمل جانب الإقناع العقلي فإن النساء سريعات التأثر عاطفياً، ولكن الاستقامة قد لا تحصل دون حصول الإقناع العقلي. هذا وننبهك إلى إن الأولى أن لم تكن المدعوة محرما لك أن تستخدم في دعوتها إحدى نسائك فتعطيها الفكرة، لأن النساء أحسن تفهيماً وإقناعاً للنساء من الرجال، ولأنه أسلم لدينك، ويمكنك استخدام زوج هذه المرأة أو أحد محارمها بعد إقناعه بالموضوع، ويمكنك استخدام الأشرطة والرسائل والكتب أيضاً، ولا مانع عند عدم تيسر ذلك أو كفايته بقيامك أنت بدعوتها مباشرة، مع الالتزام بالضوابط الشرعية وغض البصر والبعد عن الخلوة فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم النساء وأفتاهن. والأحسن أن يكون ذلك في درس جماعي معلن يقام لنساء الحي ثم تتناول فيه أهمية التوبة، وتذكر مظاهر الانحراف التي تلاحظها على هذه المرأة وغيرها، بطريقة لا توجه فيها لأحد معين وإنما يكون بأسلوب "ما بال أقوام يفعلون كذا"؟ ومن الوسائل المهمة في دعوة النساء أن تحملهن مسؤولية تربية الأجيال كما ربى نساء السلف أبناءهن. وأن تكلفهن إذا كن مثقفات ببحوث في التربية والاستقامة والتوبة وبعض الأحكام التي تهم النساء، وتكلف الباحثات بإلقاء البحوث في شكل دروس على أخواتهن، ولا بأس بأن تشركهن في دورات خفيفة، حتى يصطحبن في جو إيماني يتدارسن فيه أحكامهن وأمور دينهن، وتذكرهن بأهمية متابعة نساء السلف في التعليم، كما كانت عائشة وغيرها من نساء السلف يعلمن النساء، بل ويعلمن الرجال أحياناً، وراجع للزيادة في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8580، 5271، 8657، 36174، 30484، 30695. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني