الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى الدعاء الوارد بعد الأذان

السؤال

ما معنى هذا الدعاء: "اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة...؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي المسند، وصحيح البخاري، وغيرهما عن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة، والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلّت له شفاعتي يوم القيامة.

والمراد بالدعوة التامة: دعوة التوحيد، التي لا يدخلها تغيير، ولا تبديل، ولا يخالطها شرك؛ لأن ألفاظ الأذان تشتمل عليها.

والصلاة القائمة، هي: الصلاة المعهودة المدعو إليها.

والوسيلة هنا هي: المنزلة العلية في الجنة، وقد جاء في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو، وفيه: ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة، حلّت له الشفاعة.

والفضيلة هي: المرتبة الزائدة على سائر الخلائق.

والمقام المحمود هو: المقام الذي يحمده الناس عليه يوم القيامة، وهو الشفاعة، كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا {الإسراء:79}، وسئل عنها قال: هي الشفاعة. وفي صحيح مسلم عن أنس: إذا كان يوم القيامة، ماج الناس بعضهم إلى بعض، فيأتون آدم، فيقولون له: اشفع لذريتك، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم إلى أن يأتوا عيسى فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد، فأوتى، فأقول: أنا لها. وقد قال تعالى مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا {الإسراء:79}، وعسى من الله إيجاب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني