الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزنا بذات محرم من أعظم الذنوب

السؤال

نحن في أول يوم من الشهر الكريم، سؤالي: عندما يجامع الرجل أم زوجته في علاقة محبة وعشق مراراً وبعد ذلك يتنبه إلى أنه في إثم عظيم فما هو الواجب عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الزنا بأم الزوجة من أعظم الذنوب لأنه زنا بذات محرم، وإثمه أشد من الزنا بامرأة أجنبية، وإن وجد حكم بشرع الله استحق هذا الفاعل والمفعول بها القتل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من وقع على ذات محرم فاقتلوه. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه بإسناد ضعيف. وقتله هو قول الإمام أحمد ومن وافقه، وعلى كل حال فالقتل واقع عليه سواء بنص الحديث أو لكونه زانياً محصناً، وكذلك أم الزوجة إن كانت مطاوعة، كما هو ظاهر السؤال. أما وقد علم أن هذا المنكر من أعظم الذنوب، فعليه وعليها التوبة إلى الله تعالى، وقطع هذه العلاقة والعشق المحرم ويكونان كالأجنبيين عن بعضهما، فلا يجوز له أن يخلو بها ولا يصافحها ولا يحادثها إلا بالمعروف، ولا يجوز لها الخلوة به ولا إبداء زينتها له، ويجب أن تتحجب منه، لأن الفقهاء نصوا على أنه إذا خيفت الفتنة بذات المحرم صارت كالأجنبية عليه سداً لباب الفتنة، كيف وقد وقعت الفتنة فعلاً وتكررت. ومن تاب تاب الله عليه لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:68-70]. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني