الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريقة الإنكار على الولد المسيء لوالديه

السؤال

أخي الصغير يبلغ من العمر 16 سنة، وهو فاسد، يقوم بإلقاء الشتائم على والديه، ويصل الأمر إلى التعدي على أمه. ووالدي لا يقوم بفعل شيء لإصلاح الأمر سوى الصراخ، وإذا حاولت التدخل وضربه ليكف عما يفعل، تمنعني أمي خوفا عليه.
فماذا أفعل يا شيخ؟
أرجو منكم الرد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأخوك هذا قد بلغ مبلغ الرجال، وقد صار مسؤولا عن تصرفاته، محاسبا عليها إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، فهذا مما ينبغي أن ينبه عليه.

وقبيح أن تصدر منه هذه التصرفات تجاه والديه، بل هي أفعال محرمة، ومن كبائر الذنوب، لما فيها من إساءة عظيمة لمن كانا سببا لوجوده في هذه الحياة بإذن الله تعالى، فهذا هو العقوق الذي قد يجد سوء عاقبته في الدنيا قبل الآخرة إن لم يتداركه الله برحمته ويتوب عليه، وتُراجع في بر الوالدين وخطورة العقوق، الفتويان: 366349، 17754.

فنصحه في هذا والإنكار عليه واجب، وليكن ذلك برفق وأسلوب حسن، فذلك أرجى أن تكون له ثمرة طيبة وآثار نافعة، روى مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.

وإذا تعين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حقك، فليس من حق والديك منعك منه؛ لأن طاعة الوالدين إذا تعارضت مع طاعة الله، كانت طاعة الله أولى من طاعة غيره. وذلك لأن ترك طاعة الله معصية، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا طاعة في معصية الله. متفق عليه.

ولكن إن كان إنكارك عليه يتسبب في إغضاب والديك، فينبغي أن تنكر عليه بعيدا عنهما لتتقي إغضابهما.

وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 119808، ففيها بيان من له ولاية التأديب، وما إن كان يجوز لك ضرب أخيك أم لا.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني