الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التنكيس في قراءة القرآن في الصلاتين المستقلتين المتتاليتين

السؤال

هل الانتكاس يكون في الصلاة الواحدة فقط، أم في الصلوات المتعددة المتتالية؛ كصلاة القيام أو التهجد؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أنك تسأل عن التنكيس في قراءة القرآن في الصلاة، فإن كان كذلك، فإنا قد بينا حكم هذه المسألة في فتاوى متعددة، انظر منها الفتوى: 136207، والفتوى: 287029.

وكلام العلماء في التنكيس إنما هو في الركعة، أو الركعتين، أما الصلاتان المستقلة كل واحدة منهما عن الأخرى، فلا يرد عليهما هذا الحكم، قال البهوتي في كشاف القناع: (ويكره تنكيس السور) كأن يقرأ {ألم نشرح} [الشرح:1]، ثم يقرأ بعدها {والضحى} [الضحى:1]، سواء كان ذلك (في ركعة، أو ركعتين)؛ لما روي عن ابن مسعود أنه سئل عمن يقرأ القرآن منكوسًا، فقال: "ذلك منكوس القلب"، وفسره أبو عبيد بأن يقرأ سورة ثم يقرأ بعدها أخرى هي قبلها في النظم" ذكره ابن نصر الله في الشرح، (كالآيات) أي: كما يكره تنكيس الآيات، قال في الفروع: وفاقًا، قال ابن نصر الله: ولو قيل بالتحريم في تنكيس الآيات - كما يأتي من كلام الشيخ تقي الدين: أنه واجب؛ لما فيه من مخالفة النص، وتغيير المعنى -، كان متجهًا، ودليل الكراهة فقط غير ظاهر، والاحتجاج بتعلمه - صلى الله عليه وسلم - فيه نظر، فإنه كان للحاجة؛ لأن القرآن كان ينزل بحسب الوقائع. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني