الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يحزن لمدح الناس له لما يعلم من نفسه من السوء

السؤال

الناس يثنون عليَّ بالخير، وأحيانا أمامي، وأنا أعلم بنفسي أني أخطئ، ووقعت في كبائر، وتبت منها، وأستغفر الله، وأرجو عفوه ومغفرته، ويحزنني عندما يمدحني أحد، وهم لا يعلمون بما سترني الله به. بماذا تنصحوني؟ وأسألكم الدعاء بأن يعفو الله عني، ويغفر لي، ويتجاوز عني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يمنَّ علينا وعليك بالتوبة النصوح، وأن يغفر ذنوبنا وذنوبك، ويستر عيوبنا وعيوبك في الدنيا والآخرة. وننصحك بصدق التوبة، واللجوء إلى الله تعالى؛ إذ هو الذي ستر عليك ما مضى، فاضرع إليه أن يثبتك، ويعينك على اجتناب ما يغضبه، ويسخطه -تعالى- من السيئات والآثام بقية حياتك.

وأما ما يحزنك من مدح الناس لك لعدم علمهم بما ستر الله عليك، فلا حرج عليك فيه، وهو من عظيم مِنَن الله -تعالى- عليك، ومن كمال ستره لك أن لم يطلع الناس على بواطن أحوالك، لكن لا ينبغي لك أن تغتر بذلك المدح، وذلك الثناء من الناس، فالاغترار بذلك من القواطع التي تعوق القلب عن تمام سيره إلى الله -تعالى-، فعليك أن تصدق في طلب مرضاته -جل وعلا- المطلع على سرائرك، وجميع أحوالك، ولا تغتر بثناء الناس عليك؛ ليستقيم لك سيرك إلى ربك.

يقول ابن القيم -رحمه الله-: وَالْوُقُوفُ عِنْدَ مَدْحِ النَّاسِ وَذَمِّهِمْ عَلَامَةُ انْقِطَاعِ الْقَلْبِ، وَخُلُوِّهِ مِنَ اللَّهِ، وَأَنَّهُ لَمْ تُبَاشِرْهُ رُوحُ مَحَبَّتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، وَلَمْ يَذُقْ حَلَاوَةَ التَّعَلُّقِ بِهِ، وَالطُّمَأْنِينَةِ إِلَيْهِ. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني