الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلها يصرون على الموسيقى في العرس

السؤال

طلبت فتاة للزواج من أهلها واتفقنا على كل شيء، ولكنهم أصروا على وجود غناء وموسيقى عند النساء وعند الرجال في حفلة العرس.. وأنا رفضت، وهددوني بفسخ الخطبة.. مع أن الفتاة تحفظ القرآن وتقوم الليل ومتدينة كثيرا وأنا أريدها، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنا نرى أن تحرص على هذه الفتاة المتدينة التي تحفظ القرآن وتقوم الليل، وأن تستعين أنت وهي بالالتجاء إلى الله والضراعة إليه في ساعات الإجابة حتى يشرح صدر الأهل للصواب، وابذل جهدك في منع وجود الموسيقى في حفل زواجك، لأن الموسيقى محرمة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 5282، والفتوى رقم: 987. وناقش أهل الفتاة في الموضوع بحكمة، وبين لهم أن إعلان النكاح مستحب، وليس واجبا، ويكفي فيه الاقتصار على ضرب النساء للدف بعيدا عن الرجال، كما سبق في الفتوى رقم: 8283، والفتوى رقم: 2521. وعليك أن تثق بأن التمسك بطاعة الله تعالى هو أنجح الوسائل في قضاء الحوائج، وأن الانحراف عن طاعة الله تعالى من أسباب الحرمان، ويدل لذلك قوله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [البقرة: 189]. وقوله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد بسند صحيح. وقوله صلى الله عليه وسلم: ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه البزار ، وصححه الألباني . فإذا وافق أهل الفتاة على الالتزام بالشرع، فبها ونعمت، وإن فسخوا الخطبة بسبب تمسكك بدينك، فثق بأن الله سيعوضك خيرا منها. لما في الحديث: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه الإمام أحمد وصححه الأرناؤوط والألباني . والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني