الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرقية بأدعية معينة وتكرارها بعدد معين

السؤال

في بلاد المغرب يوجد الكثير من المشعوذين، والكثير من الرقاة، لكن القليل منهم ثقة؛ نظرًا لانتشار الدجالين، والأسوأ أنهم يسيؤون للملتزمين؛ نظرًا لأنهم يظهرون السمت الإسلامي كذلك، ومن بعض ما ينتشر عنهم علاجهم لحالات غريبة؛ كالجن العاشق مثلًا، وفي مواضع غريبة؛ كالرحم، وبطرق لم أسمع عنها قط؛ كأدعية خاصة، وبعدد معين من التكرار، وتناول أطعمة معينة، وكل ذلك أتعجب منه؛ نظرًا لكون بعضها وسائل مستحدثة، ويخالف ما قاله الشيخ عثمان الخميس -حفظه الله- أن التداوي بالقرآن فقط، كما أني لا أنكر ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أشكال التداوي من السحر، والجن، فهل هناك شيء من الصحة شرعًا في ما سبق ذكره من أنواع المس، وطرق التداوي، أم هو دجل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالقاعدة أن الرقى جائزة بشروط، وهي: أن تكون من الكتاب والسنة، أو مما يعلم معناه من الكلام، وألا تكون بكلام مجهول، أو مشتمل على محرم، وألا يعتقد أن الرقى تؤثر بذاتها، وإنما يعتقد أنها سبب، جعله الله مؤثرًا بقدرته تعالى، ولتنظر الفتوى: 4310.

وإذا علمت هذا؛ فإن الرقية بأدعية معينة، وتكرارها بعدد معين، لا بأس به، إذا علم نفع تلك الأدعية بالتجربة، ولم تكن مشتملة على كلام مجهول، أو محرم، ولو لم تكن من أدعية الكتاب والسنة، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اعرضوا عليّ رقاكم، ولا بأس بالرقى، ما لم تكن شركًا. وانظر الفتوى: 215398.

وبكل حال؛ فمن عرف أنه دجال، أو مشعوذ، فالواجب تجنبه، والتحذير منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني