الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تلفظ الممثل بطلاق زوجته

السؤال

يوجد فنان على التلفاز يمثل في المسلسلات، وفي إحدى المسلسلات كانت زوجته في التمثيل هي زوجته الحقيقية، فطلقها في المسلسل، وهو يقول: إنها ما طلقت؛ لأنه قال لها: أنت طالق يا (وذكر اسم الشخصية التي تمثلها، وما قال اسمها) فهل هذا صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي نراه في هذه المسألة –والله أعلم- أنّ تلفظ الممثل بطلاق زوجته وفق دوره المحدد له في المسلسل، وليس بغرض طلاقها، لا يقع به الطلاق، لأنّه أشبه بمن يتلفظ بالطلاق على سبيل الحكاية أو المحاكاة، فالممثل يحكي كلام أشخاص القصة التي يقوم بتمثيلها، ولذلك قال أهل العلم أنّ الممثل لو نطق في التمثيل بكلام كفري –والعياذ بالله- كان ذلك ممنوعاً، لكنّه لا يكفر بذلك؛ لأنّه يحكي كلام غيره.

قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- عند كلامه على محاذير التمثيل: رابعاً: أن يتضمن تمثيل دَور الكافر، أو الفاسق؛ بمعنى أن يكون أحد القائمين بأدوار هذه التمثيلية يمثل دَور الكافر، أو دَور الفاسق؛ لأنه يخشى أن يؤثر ذلك على قلبه: أن يتذكر يوماً من الدهر أنه قام بدور الكافر، فيؤثر على قلبه، ويدخل عليه الشيطان من هذه الناحية؛ لكن لو فعل هل يكون كافراً؟

الجواب: لا يكون كافراً؛ لأن هذا الرجل لا ينسب الكفر إلى نفسه؛ بل صور نفسه صورة من ينسبه إلى نفسه، كمن قام بتمثيل رجل طلق زوجته؛ فإن زوجة الممثل لا تطلق؛ لأنه لم ينسب الطلاق إلى نفسه؛ بل إلى غيره. انتهى من تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة، وراجع الفتوى رقم: 390853.

وهذا الذي ذكرناه لا يعني حكمنا على مثل هذه المسلسلات ومشاهدتها بالجواز، فلا ريب في اشتمالها في الغالب على جملة من المخالفات الشرعية، وقد سبق لنا بيان بعضها في الفتوى: 1791.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني