الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مات عن زوجة وأختين، وكتب للزوجة (شاليه)

السؤال

مات وترك أختين شقيقتين، وزوجة، وكتب للزوجة (شاليه). فكيف توزع تركته؟ وما حكم الشاليه في حالة كتبه في مرض موته؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما كتبه الزوج لزوجته في حياته أحيانا يكون على وجه الهبة, وأحيانا يكون من باب الوصية. وقد ذكرنا تفصيل هذه المسألة في الفتوى: 68554.

وما وهبه الزوج في مرض موته لا ينفذ, بل يرد, ويكون من جملة التركة يوزع بين ورثة الميت. كما سبق في الفتوى:28174.

وعليه؛ فلا بد من الرجوع للقاضي الشرعي لمعرفة حالة هذا (الشاليه) هل تعتبر وصية أو هبة ناجزة؟ وهل تمت في صحة الزوج أم في مرض موته؟

أما تقسيم التركة المذكورة فهو كالتالي: إذا كان الميت لم يترك من الورثة إلا زوجة, وأختين, فإن لزوجته الربع فرضا لعدم وجود فرع وارث, قال الله تعالى: { ...وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ ... } النساء : 12. ولأختيه الشقيقتين الثلثين فرضا؛ لقول الله تعالى في آية الكلالة عن نصيب الأختين: { ... فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ ... } النساء : 176.

والباقي يُرد على الأختين أيضا، ويقسم بينهما بالسوية, فتقسم التركة على ثمانية أسهم, للزوجة ربعها: سهمان, ولكل أخت: ثلاثة أسهم فرضا وردا.

ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني