الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تجوز مراسلة فتاة يحبها ويريد خطبتها؟

السؤال

أحب فتاة منذ فترة، وتحدثت معها على الإنترنت، وعرفتها بحبي لها، وأريد أن أخطبها، ولكن أمامي إخوتي أكبر مني، ويجب عليَّ الانتظار، وإن لم أحدثها ففي الغالب ستنساني، ومن الممكن أن يتقدم لها آخر، وتوافق عليه. فهل يجوز أن أراسلها على الإنترنت.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا أوقع الله تعالى في قلب الرجل حب فتاة، فالواجب عليه أن يعف نفسه عن الوقوع معها فيما حرم الله تعالى، فإن كانت صالحة فينبغي له أن يسعى في الزواج منها، كما حثت على ذلك السنة الصحيحة، كما في الحديث الذي رواه أحمد في المسند عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

فإن لم يتيسر الزواج، فيجب قطع العلاقة معها تماما حتى يغلق المسلم أمام نفسه أبواب الشيطان، فإن من أعظم الفتنة فتنة النساء، ففي الصحيحين عن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء.

فاجتنب هذه الفتاة، واطلب السلامة لدينك وعرضك، واصبر حتى ييسر الله لك أمر الزواج منها. هذا مع العلم بأن الزواج شعيرة من شعائر الدين، وقربة من القربات، فينبغي المبادرة إليه ما أمكن، ولا تنتظر لكون من هو أكبر منك لم يتزوج بعد، ومصالح الزواج قد تفوت، وأسباب الفتنة كثيرة، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 120028، والفتوى: 340735.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني