الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب الابتلاء وواجب المبتلَى

السؤال

لماذا يبتلى المرء في دينه؟
كل شيء يسمعه ويراه خبيث ومحرم على عكس ما يرى الآخرون. هل هذه علامة على لعنة الله له وسوء الخاتمة؟ أم يكون بسبب فساد الوالدين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد يبتلي الله العبد في دينه لأسباب مختلفة، منها: أن يظهر صدقه وتمسكه بالدين وحرصه عليه، ومنها: أن يكون هذا الشخص مقصرا مفرطا، فيصيبه البلاء في الدين بسبب تقصيره، كما قال تعالى: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ {الصف:5}.

وليس كل ما تسمعينه أو ترينه خبيثا، بل الطيب والحلال هو الغالب على ما خلقه الله للناس لينتفعوا به؛ كما قال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا {البقرة:29}.

وإنما قد يصور لك ذلك الشيطان، ويوهمك بخلاف الواقع إرادة منه للشر بك، وليس هذا علامة على لعنة الله وغضبه، بل على هذا الشخص أن يتعلم العلم النافع؛ ليعلم الحلال من الحرام، فيفعل ما يحبه الله، ويترك ما يسخطه على بصيرة، ولا يعاقب الله الشخص بسبب فساد والديه؛ لأنه تعالى يقول: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}.

والواجب على هذا المبتلى التعلم والعمل بالعلم، والاجتهاد في الصبر على دين الله، والقبض على تعاليم الشرع رجاء مثوبة الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني