الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم احتفاظ الفتاة برقم هاتف شخص يريد خطبتها مستقبلا

السؤال

أحببت شابا، وهو كذلك، لكننا علمنا أن هذا التواصل بيننا حرام، ويجب أن نتوب إلى الله، ففعلت كذلك، وقررنا ألا نتواصل إلى أن يأتي للخطبة، وبالفعل حاول أن يتكلم مع أهلي، لكنهم طلبوا منه أن يأتي للخطبة إذا أراد بعد ثلاث إلى خمس سنين؛ لأني مقبلة على المرحلة الجامعية، وهم يقدِّمون دراستي على الارتباط، فوافق على ذلك.
سؤالي هو أننا لا نتكلم، ولكني أحتفظ برقم هاتفه، وهو كذلك، ولكن حتى يشرع في التقدم، فيتواصل معي ليصل إلى أهلي أو أبي، وليعلم إذا ما كان هناك من يحاول خطبتي من أبي، وما إلى ذلك. فهل عليَّ في ذلك شيء؟ علما بأني لم أُعلِم أهلي بأننا نعرف بعضنا، وقرأت أن الستر على النفس مستحب في هذه المواقف. ونحن صغار، فهم لم يأخذوه على محمل من الجد حينما تواصل معهم. وأمه على علم بكل شيء، وتساعده.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فحسن فعلتما بالتوبة إلى الله تعالى، وترك التواصل بينكما، فالفتنة بين الرجال والنساء عظيمة، روى البخاري عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.

والذي يظهر لنا أنك لست في حاجة إلى الاحتفاظ برقمه ما دام على معرفة بأهلك، فلا تفتحي على نفسك بابا إلى الفتنة، فالشريعة جاءت بسد الذرائع، فيجب إغلاق أبواب الشيطان إلى النفس، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني