الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من يشعر بالسلس حال الركوع والسجود

السؤال

جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه للمسلمين، ووفقكم لما يحبه ويرضاه.
أنا مصاب بانفلات الريح أثناء الصلاة، وخصوصا أثناء السجود، وأحيانا الركوع. غالبا لا أشعر بها أثناء انتظاري الصلاة. وعندما أقوم لأتوضأ أشعر وكأن شيئا في بطني يريد أن يخرج، ويزيد الاحتمال عند الانحناء أو السجود.
وأحيانا أخرى يشكل عليَّ الأمر أخرج مني شيء أم لا. أشعر بشيء خفيف في دبري ولا أجد ريحا، أو أسمع صوتا، فأقع في حيرة من أمري.
كما أن الإحراج يقع لي في صلاة الجمعة، فخلال الخطبة أو صلاة الجمعة أشعر بشيء من هذا، فأصبحت أقوم أثناء الخطبة لأتوضأ وأعود مجددا؛ رغم ما ألاقيه من إحراج. إلا أن آخر مرة توضأت بعد الأذان الأول من يوم الجمعة، وصليت بوضوئي دون أن ألتفت لما خرج مني، فلا أدري أهكذا صحيح أم لا.
أفيدونا في حالتي هذه، فلقد عانيت الكثير من هذا الأمر؛ رغم أني بحثت كثيرًا عن الفتاوى، فلم أجد كلاما شافيا يصف الدواء لحالتي,
وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فههنا أمور ببيانها يتضح جواب سؤالك.

أولا: لا عبرة بالشك في خروج الخارج، فمهما شككت هل خرج منك شيء أو لا، فلا تلتفت إلى هذا، وابن على الأصل، وهو بقاء الطهارة، وعدم خروج شيء.

ثانيا: على تقدير كون ما تشعر به حقيقة، فإن ضابط السلس هو ألا تجد وقتا في أثناء وقت الصلاة يتسع لفعلها بطهارة صحيحة، وانظر الفتوى: 119395، والفتوى: 136434.

فإذا كنت تجد زمنا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة، فعليك أن تنتظر حتى يأتي ذلك الوقت وتصلي فيه، ولو لم تجد هذا الوقت الذي يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة، فحكمك حكم صاحب السلس، فتوضأ بعد دخول الوقت، وصل بوضوئك ما شئت من الفروض والنوافل حتى يخرج ذلك الوقت، ولا يضرك ما يخرج منك بعد وضوئك، ولو كنت في صلاة الجمعة.

ثالثا: من يلحقه السلس راكعا أو ساجدا، فإنه يركع، ويسجد، ولا يومئ بالركوع والسجود، كما نص على ذلك الفقهاء، وذهب بعضهم إلى أنه يومئ بالركوع والسجود، والأول قول الأكثر، وهو الأصح -إن شاء الله-.

قال البهوتي في شرح الإقناع: (وَلَوْ قَدَرَ عَلَى حَبْسِهِ) أَيْ: الْحَدَثِ (حَالَ الْقِيَامِ) وَحْدَهُ (لَا حَالَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ لَزِمَهُ أَنْ يَرْكَعَ وَيَسْجُدَ نَصًّا، وَلَا يُومِئُ) بِهِمَا، وَأَجْزَأَتْهُ صَلَاتُهُ (كَالْمَكَانِ النَّجِسِ) الْيَابِسِ إذَا حُبِسَ بِهِ، وَيَأْتِي. وقال أبو المعالي: يومئ لأن فوات الشرط لا بد له. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني