الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذم تكلّف التدقيق والبحث عن مكونات الأدوية

السؤال

أنا فتاة أعيش في بلد أوروبي، تحتوي أغلب المنتجات فيه على مواد محرمة، وأقوم -الحمد لله- بتجنب الشبهات قدر الإمكان، ومنذ فترة اشترى لي والدي حبوب فيتامينات تحتوي على مادة ال riboflavin التي من الممكن أن تحتوي على مواد حيوانية، ومنكهات تستخرج خلال نقعها في الكحول، فلم أقم بتناولها، ولكن والدي يذكرني بتلك الحبوب في كل صباح، ويتحقق من تناولي لها، وأقوم كل يوم بالكذب عليه، وإخباره بأني تناولتها لاجتناب غضبه؛ لأنه لن يقتنع إن شرحت له الأمر، وسيتهمني بالتشدد؛ لذلك أحاول عدم نقاشه في أغلب المنتجات التي يحضرها، وأتجنب تناولها. فهل يحق لي الكذب في هذه الحالة؟ مع العلم أنني أحاول التلاعب بالكلام كأن أقول: (نعم) فقط من غير أن أقول لقد تناولتها، وإن كان فعلي حراما، فما الذي تنصحونني بفعله؟
جزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن ثبت أنّ هذه الحبوب محرمة؛ فلا يجوز لك استعمالها، ولو أمرك أبوك، واستعمالك المعاريض والتورية بأن تقولي كلاماً يفهم منه أبوك أنّك ابتلعت الحبوب حتى تجتنبي غضبه إذا علم أنّك لم تبتلعيها، فهذا جائز لا حرج فيه.
لكن ننبهك إلى أنّ تكلّف التدقيق والبحث عن مكونات الأدوية ونحوها من المطعومات المباحة، ومحاولة معرفة طرق إنتاجها؛ أمر مذموم، وليس من الورع المحمود.
فإذا لم يكن هناك دليل أو قرينة ظاهرة على اشتمال الأدوية أو غيرها من المباحات على شيء محرم، فالأصل حلّها، وعدم البحث عن مكوناتها.
مع أنّ بعض المواد التي تنحلّ في مادة الكحول، قد أفتى المجلس الأوروبي للإفتاء بحلها نظرًا لكون هذا المحلول قليلا جداً بحيث يستهلك في المادة. وراجعي التفصيل في الفتوى: 286777.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني