الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الزوجة المتهاونة في الاختلاط

السؤال

زوجتي عمرها 33 عاماً (منتقبة، بناء على طلبي عند الزواج، لكن أسرتها حالهم كالعامة) ذهبنا لزيارة بيت خالها المتوفى، وأقمنا في بيتهم يومين، الدور الأرضي تعيش زوجة خالها وبنت خالها، وقد خصصوا لنا فيه غرفة نبيت فيها، وفي الدور العلوي يسكن ابن خالها المتزوج، وعندما أردنا النوم أنا وزوجتي، رفضت أن تغلق باب غرفتنا، كما أني وجدتها لا تلبس بنطلون تحت العباية، وبعد جدال طويل، وافقت أن تغلق باب الغرفة، فقلت لها: من الطبيعي جداً أن ينكشف جسدك وأنت نائمة، ولا يصح حتى للنساء أن ينظرن إلى عورتك، وقد دخل ابن خالها علينا أثناء نومنا.
وفي اليوم الثاني خرجنا، وعند عودتنا لنفس البيت، دخل ابن خالها، ودفع باب الشقة دون استئذان، فوجد زوجتي عارية الرأس، وأنا جالس في أول غرفة، بجوار باب الشقة، وهناك غرفتان بالداخل، إحداهما تجلس فيها النساء، والأخرى فارغة، فلما دخل عليها ابن خالها، أكمل سيره إلى الشقة، وهي بدل أن تأتي عندي، أكملت سيرها إلى الشقة أيضاً.
فهناك احتمالان:
الأول: أن يكون ابن خالها ذهب لغرفة النساء، ليزور أمه وأخواته، وتكون هي ذهبت للغرفة الفارغة، لتستر نفسها.
الثاني: أن يكونا دخلا الغرفة الفارغة، والعياذ بالله.
للأسف أنا ظللت جالسًا في مكاني في الغرفة التي بجوار باب الشقة، محرجاً من أن أكشف الستر على النساء اللاتي بالداخل، وقد فوجئت بعودة زوجتي عند باب غرفتي، لتوارب هذا الباب بشعرها المكشوف، مبتسمة، ثم عادت إلى داخل الشقة، وأنا لا أدري ماذا يحدث! وكأنها تؤكد لي أن جرمًا يحدث بالداخل.
موقف آخر: كان ابن خالها يتحدث معنا، وهي حاضرة، فوجدتها تنظر لوجهه دون استحياء من زوجها، وتبرر بأنها نظرة عادية، ومن قبل لاحظت عليها النظر للرجال، وحذرتها، لكنها تقول: إن الأمر عادي.
والمفروض أن يكون أهلها قد ربوها على ستر نفسها عند مبيتها خارج بيتها، لكن هذا الموقف وضح لي عكس ذلك. فكيف كان حالها عندما كانت تبيت عند أقاربها قبل زواجنا، وما أكثره!! وقد حصل طلاق، وراجعتها، وظلت عند أهلها أكثر من سنة، وخلالها باتت أسبوعًا عند عمها الذي لديه ولد بالغ، 14 عاماً، وأخواته أصغر منه، ولا أدري كيف كانوا يفعلون عندما يذهب عمها وزوجة عمها لعملهم، ويتركونها مع ابن عمها البالغ وأخواته.
وفي إحدى المناسبات، كنت معها، فوجدتها تصافح ابن عمها هذا بيدها، رغم ادعائها عدم مصافحة الرجال، معللة ذلك بأنه صغير. فماذا أفعل معها؟ مع العلم أن لدينا طفلتين، وأنا أغيب عنها كثيرًا، وهي لا تتقبل النصح مني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به أن تبين لزوجتك أحكام الشرع في علاقتها بالرجال الأجانب، كوجوب الاحتجاب، وحرمة المصافحة، ووجوب غض البصر، ولا يجوز لك أن تسيء الظنّ بها، أو ترميها بريبة دون بينة، لكن عليك أن تقوم بحق القوامة عليها، فتكفها عما يخالف الشرع، وتلزمها بما فيه صيانتها وعفتها، فالأصل أن يقوم الرجل بحقّ القوامة على زوجته، ويسدّ عليها أبواب الفتن، ويجنبها الخلوة والاختلاط المريب، ثم يحسن الظنّ بها، وفي ذلك وقاية من الحرام، وأمان من الفتن، وقطع لطرق الشيطان ومكائده.

فلا يجوز لك أن تتركها كاشفة شعرها في وجود أجنبي، أو تصافح أجنبياً، وإذا لم تطعك في ذلك، فلك تأديبها واستعمال وسائل الإصلاح المقررة في الشرع، وراجع الفتوى: 17322.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني