الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إساءة وأذية لا قذف

السؤال

استفساري عن الظلم حدث لي موقف، ولم أعلم هل ظَلمت الفتاة أم لا، للعلم أنه لم يكن بنيتي أن أظلم أحداً، حدثت مناقشة بيني وبين فتاة أخرى في أحد برامج التواصل الاجتماعي، فوجهت لي بعض الكلمات، وأيدها أحد الشباب بالبرنامج، فقلت لها أراكِ فرحة جداً بوقفة رجل معك، ثم اتبعتها قائلة يوجد الكثير من الرجال بهذا البرنامج فلتلاحقيهم وتؤيدي كلامهم، فبدأت تقول بأنني قذفتها ومن كان معها، هل يعد هذا قذفاً؟ فأنا لم أقل هي تخرج مع شباب، أو تفعل شيئاً محرماً، أو تراسل الشباب، وتُرَقمهم ولم يكن بنيتي أن أظلم . ما حكم ذلك؟ هل ظلمت أو قذفت؟ ماهي الكفارة؟
إن كنت ظلمتها فأرجو أن تعطيني حلًّا غير أن أطلب أن تحللني، وتسامحني حتى لا تحدث مشكلة أخرى،

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس في هذه العبارة قذف -فيما يظهر- فالقذف هو اتهام الغير بالفاحشة صراحة أو ضمنا، كما سبق وأن بينا في الفتوى: 126407. ولكن الظاهر - والله أعلم - أنها تضمنت نوعا من الإساءة لهذه الأخت بدليل أن هذه العبارة صدرت منك في حالة انفعال، وقد ساءها هذا الكلام وآذاها، فالواجب عليك التوبة النصوح، والأصل أن تستسمحيها؛ إلا أن تخشي مفسدة أعظم؛ فيكفي أن تذكريها بخير؛ وتكثري من الدعاء لها؛ كما ذكر أهل العلم بخصوص التوبة من هذه الحقوق المعنوية، وانظري الفتوى 18180.

وننبه إلى الحذر من مجموعات التواصل التي يكون فيها رجال ونساء من غير المحارم، فغالبًا ما تكون مثارًا لمثل هذا النوع من المشاكل، إضافة إلى ما قد تؤدي إليه من الفتنة بسبب ما قد يكون من تساهل في التعامل بين الجنسين ومزاح وعلاقات محرمة، والشيطان للإنسان بالمرصاد يستدرجه للفواحش من حيث لا يشعر، ولذلك حذر الله تعالى من مكائده فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني