الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أسقط حذاء غيره دون قصد خلف خزانة لا يمكن تحريكها ولم يخبره

السؤال

عندما ذهبت لصلاة الجمعة أردت أن أضع حذائي في الخزانة الخاصة بالأحذية، فقمت بوضعه في آخر رف (خلفية الرف مكشوفة)، فسقطت فردة من حذاء شخص آخر خلف الخزانة أثناء وضعي حذائي دون قصد، علمًا أن الخزانة ضخمة، ولا يمكن تحريكها، فحاولت أن أخرجها له، لكني لم أستطع، فدخلت المسجد، وانتهت الخطبة، والصلاة، وخرجت، ورفضت أن أخبره بما حصل، وعدت إلى المنزل دون أن أعرفه، وأنا الآن أشعر بالذنب، ولا أعلم ما الحل؛ لأني ربما أخطأت في حقه عندما لم أقم بإخباره، أو تعويضه، وربما سببت له ضررًا، ومضيعة للوقت، علمًا أني أسقطته دون قصد، فهل الصدقة الحل؟ ولا أعتقد أني لو عدت لإمام المسجد أنه سيجد الشخص؛ لأنه كان إمامًا مؤقتًا، وليس إمام المسجد الرسمي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد كان ينبغي عليك انتظار الرجل، وإخباره بالذي حصل.

أما ولم تفعل، فقد يكون الرجل تمكن من الوصول إلى حذائه، أو لم يتكلف الوصول إليه، حيث علم سقوطه خلف الخزانة, ولا نستطيع -والحال هذه- تضمينك قيمة الحذاء؛ لأنّ الأصل براءة الذمة، قال عز الدين بن عبد السلام: ولو شك هل لزمه شيء من ذلك، أو لزمه دين في ذمته، أو عين في ذمته، أو شك في عتق أمته، أو طلاق زوجته، أو شك في نذر، أو شيء مما ذكرناه، فلا يلزمه شيء من ذلك؛ لأن الأصل براءة ذمته، فإن الله خلق عباده كلهم أبرياء الذمم والأجساد من حقوقه وحقوق العباد، إلى أن تتحقق أسباب وجوبها. انتهى.

وإن أردت أن تتصدق بقيمة الحذاء عنه، فهذا حسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني