الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب المرأة الطلاق من الزوج الذي يسيء إليها قولا وفعلا

السؤال

أنا متزوجة من شخص حياته منفتحة على النساء بطريقة متجاوز فيها لأبعد حد، وأنا منتقبة، وحياتي طبيعية -والحمد لله-، وهو يريد الزواج، ولكنه غير مقتدر، وأنا أريد له ذلك؛ بنية مساعدته على أن يكف عن الكلام معهنّ في الحرام، ويتقدم للخطبة، ولكن لم يتم الأمر، وهو على هذا الوضع منذ أربع سنوات، وكنت أنصحه كثيرًا بأسلوب بدهي، وذهبت لمعهد علوم شرعية، وقرآن، وأحسست أني كنت لا أعلم شيئًا عن ديني، وأريد أن أتفرغ للتعلم، والعمل، وأريد منه الانفصال، وقد مللت من كثرة انتقاده لي في كل أمور حياتي، ومقارنتي بغيري، وإشعاري دائمًا أنهنّ أحسن مني، والبحث عن أي صفة فيهن ولو صغيرة، وتكلمت معه كثيرًا بطريقة لينة، وبينت له أن سبب الخلل هو من الشيطان، فهو الذي يزين الحرام، أريد حلًّا؛ لأني أتعامل معه دائمًا بأحسن ما يكون.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به أن تجتهدي في استصلاح زوجك، والأخذ بيده إلى طريق الاستقامة:

فإن استقام، وعاشرك بالمعروف؛ فهذا خير من الفراق.

وأمّا إذا بقي على الحال المذكورة في السؤال، فلا حرج عليك في سؤاله الطلاق، أو الخلع، ولا يلحقك الوعيد المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم: أَيّمَا امْرَأَة سَأَلت زَوجهَا الطَّلَاق من غير مَا بَأْس، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ. قال المناوي -رحمه الله- في شرح الجامع الصغير: أَي: فِي غير حَال شدَّة تدعوها لذَلِك. انتهى. وقال السندي -رحمه الله- في حاشيته على سنن ابن ماجه: أَيْ: فِي غَيْرِ أَنْ تَبْلُغَ مِنَ الْأَذَى مَا تُعْذَرُ فِي سُؤَالِ الطَّلَاقِ مَعَهَا. انتهى من حاشية السندي.

وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله- في فتاوى نور على الدرب: فكونها تطلب الطلاق من غير علّة شرعيّة، لا يجوز، الواجب عليها الصبر، والاحتساب، وعدم طلب الطلاق.

أما إذا كانت هناك علة؛ لأنه يضربها ويؤذيها، أو لأنه يتظاهر بفسق وشرب المسكرات، أو لأنه لم تقع في قلبها محبة له، بل تبغضه كثيرًا، ولا تستطيع الصبر، فلا بأس. انتهى.

وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني