الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مقابلة فتاة يريد خطبتها لتقديم هدية لها

السؤال

أنا شاب في العقد الثالث من عمري، تعرفت على فتاة حسنة الخُلق والخلق، وأُعجبت بها كثيرا، اتصلت بها شخصيا، وأبلغتها أني معجب بها، وأود التقدم لها رسميا للخطبة، لكن قبل ذلك أردت أن أخصص فترة من الزمن لأجل التعارف الجاد، وفي حدود ضيقة جدا (وددت التعرف على بعض الصفات فيها، وطريقة تفكيرها بعيدا عن عبارات الحب والشبهة).
مرت فترة -والحمد لله- لمست فيها كل الخصال الحميدة، وأخبرتها أني على استعداد للتقدم إليها، أبلغت الفتاة والدتها عن هذا الأمر، لكن الأخيرة فضلت أن تسأل عن أخلاقي وسمعتي من بعض المقربين مني قبل تقدمي لها، لم أجد حرجا في ذلك. مؤخرا أنهت الفتاة دراساتها الجامعية، وتخرجت بدرجة علمية مشرفة، فأردت أن أقابلها -رفقة زميلة لها- وأقدم لها هدية تهنئةً بنجاحها، لكن اشترطت عليها أن تخبر أهلها قبل الإقدام على هذا، حتى لا تكون المقابلة سرا عنهم. مع العلم بأني في هذا الوقت الحالي أواجه بعض المتاعب المهنية والمالية، ولست على استعداد تام للتقدم لهم، فأردت تأجيل ذلك بعد انفراج هذه الضائقة -إن شاء الله-.
ما رأي الدين في هذا؟ أهلها وأهلي على علم كامل. شكرا لكم سلفا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت عرضت على هذه الفتاة رغبتك في خطبتها في حدود الضوابط الشرعية، فلا حرج عليك في ذلك. وأما التواصل معها لأجل التعارف، ومعرفة بعض صفاتها، فيخشى أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه؛ لأنها أجنبية عنك.

فقد يكون هذا التواصل ذريعة للفتنة، قال الشيخ ابن عثيمين: المرأة المخطوبة كغير المخطوبة في النظر إليها، والتحدث إليها، والجلوس معها، أي أن ذلك حرام على الإنسان، إلا النظر بلا خلوة إذا أراد خطبتها، وإذا كان الرجل يريد أن يستمتع بالجلوس إلى مخطوبته، والتحدث إليها، فليعقد النكاح، فإنه إذا عقد على امرأة حل له أن يتكلم معها، وأن يخلو بها، وأن يتمتع بالنظر إليها، وحل له كل شيء يحل للزوج من زوجته.... وخلاصة القول أنه يحرم على الخاطب أن يتحدث مع مخطوبته في الهاتف، أو يخلو بها في مكان، أو يحملها في سيارته وحده، أو تجلس معه ومع أهله وهي كاشفة الوجه. اهـ.

وإذا كان هذا في حال تمام الخطبة، فكيف بمن لم تتم خطبته بعد. ثم إن السبيل الأمثل لمعرفة حالها هو سؤال من يعرفها من ثقات الناس، ومن تعاملوا معها. وأما الكلام معها للتعارف فقد يكون فيه نوع من التكلف والخداع سرعان ما ينكشف الأمر فيه بعد الزواج، ويكون الفشل والفراق.

ولا حرج في أن تهدي إليها إن لم تكن هنالك ريبة أو خوف فتنة؛ لعموم ما جاء من النصوص في الترغيب في التهادي، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 120928.

ولست في حاجة لأن تلتقي بها وحدها أو مع زميلتها، فيمكنك أن تبعث بها إليها، فذلك أبعد عن الشبهة، وأصون للعرض.

وإذا لم يكن لديك استعداد للزواج في وقت قريب، فعدم التعجل للخطبة أولى، وإن وجدت من المال ولو اليسير، فقد ترتضي الفتاة ووليها بتزويجك بهذا اليسير، خاصة وأن من أسباب البركة في الزواج يسر تكاليفه، هذا بالإضافة إلى أن الزواج من أسباب الغنى، وانظر للمزيد الفتوى: 19242، والفتوى 7863.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني