الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل لباس تتوفر فيه الشروط الشرعية فهو لباس شرعي

السؤال

كنت أدرس الطب، وأتممت المستوى الأولى بامتياز، وكان ترتيبي الأولى والحمد لله.
حدثت بعض الأحداث في البلد، وبموجبها عُلقت الدراسة لفترة طويلة؛ فتوقفنا لمدة 6 شهور، علما بأن هناك جامعات لم تتوقف هذه الفترة الطويلة. أنا مقيمة في دولة أخرى؛ فشق علي وعلى أهلي ذلك، غير أن الجامعة نفسها كانت غير منتظمة في المحاضرات، وهناك العديد من المشاكل التي تحدث من الأساتذة على الطلاب. ولأني أدرس الطب فهذه مسؤولية كبيرة سيسألني الله عليها.
بناء على هذا بدأت الاستخارة، وتقريبا لا يمر يوم إلا وأستخير، وعندما عدت البلد مع أهلي لحضور عرس أخي، بدأت فعليا التفكير في التحول لجامعة أخرى، مع المواظبة على الاستخارة حتى كنت أستخير ليلاً ومساء، وأحيانا ثلاث مرات. وكان الناس يخبروني عن جامعة معينة وسمعتها طيبة، وإذا تحولت لها لن أضطر للبداية من جديد، فقط المشكلة أنها تمنع النقاب، ولها زي رسمي هو اللاب كوت(معطف أبيض لحد الركبة) والبنطال، وهذا كدر علي كثيرا، خصوصا أني أصبحت فقط أرتدي العباءة مؤخراً، وأفكر جديا في خطوة النقاب، لكنني أخبرت أن بعض الفتيات يطلن اللاب كوت(معطف) ويصبح كالعباءة، ويوسعون البنطال فيصبح شرعيا.
بدأت في خطوات التحويل، وكان الأمر سهلا، وناس كثر ساعدوني من غير أن أطلب، وتفتحت لي الأبواب. لكن منذ الأسبوع الأول من الدراسة تعرضت لمشاكل كبيرة وكثيرة، والإجراءات لا تتم والأساتذة الممتازون استقالوا، وقاموا بتقليل درجاتي، وعلي بعض المواد يجب أن أمتحن فيها؛ لأني لم آخذها في الجامعة الأولى، ولا يريد شخص أن يساعدني، وليس لي رقم جامعي بعد ولا بطاقة.
المشكلة الحقيقية بدأت عندما رأى مدير الجامعة اللاب كوت الطويل، صرخ وقال لي هذا ليس بالزي (لا تعقدي لنا الملابس التي نرتديها) عودي للجامعة التي جئت منها، وطردني من مكتبه. فكرت في أن أعود، ولكن الاستقالة تم التوقيع عليها، فقال لي والدي: قصري اللاب كوت للركبة لكي لا يطردك. وفعلت، والآن أرتديه مع بنطال واسع، لكن أشعر بأني أخطأت خطأ كبيرا، خصوصا أن الجامعة مختلطة، ولا أريد أن أعصي الله ورسوله، وليس لي مكان أذهب إليه. حتى أصبح يراودني شعور أنني محسودة، لكي يحدث لي كل هذا، الحمد لله، وعندما أرتدي الملابس أبكي، وأدعو الله أن يفرج كربي.
رجاء أطلب منكم أن تفيدوني بحل في أقرب وقت، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على حرصك على سلوك طريق الاستقامة، والالتزام بالستر والحجاب، فجزاك الله خيرا، ووفقك لكل خير، وزادك في الهدى والتقى والصلاح.

وقد ذكر أهل العلم شروطا معينة للباس المرأة الشرعي، سبق بيانها في الفتوى: 6745.

فإذا توفرت هذه الشروط في أي لباس كان لباسا شرعيا، وبناء عليه، إذا كان هذا المعطف واسعا وكذا البنطال، فلا حرج -إن شاء الله- في ارتدائهما. وإن وجدت سبيلا لجامعة أخرى لا تقيد الطالبات بهذا النوع من اللباس، كان أفضل.

وسبقت الإجابة على حكم الدراسة في الجامعات المختلطة بالفتويين: 2523، 5310.

ولا يلزم أن يكون ما يحدث لك نتيجة حسد، فقد يكون مجرد ابتلاء، فإن صبرت عليه واتقيت ربك، كانت العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}، وراجعي الفتوى: 18103.

ونوصيك في الختام بالالتجاء إلى الله عز وجل بالدعاء في جميع أمورك؛ فإنه القريب المجيب، قال سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، وانظري لمزيد الفائدة الفتوى: 119608.

فرج الله كربك، ويسر لك أمرك، ووفقك إلى كل خير، وأبعد عنك كيد الأشرار، ومكر الحاسدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني