الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل ببرمجة صفحات لمواقع أخبار وشركة تأمين تجارية

السؤال

أعمل في شركة برمجيات تختص في إنشاء مواقع للمحتوى المتجدد كالمواقع الإخبارية، وشركات الطيران والمعارض، وأغلب عملائنا هكذا. الشركة أيضا تتعامل مع شركات برمجيات أمريكية، بحيث نقوم أحيانا بالعمل في مشاريع لإحدى هذه الشركات كمبرمجين، إلى جانب فريقهم البرمجي.
حاليا تمت إضافتي إلى مشروع لشركة أمريكية. وبعد البدء بالمشروع، علمت أن العميل الذي نعد له الموقع هو شركة تأمين أمريكية، جزء من عملها تأمين على الحياة.
أغلب طبيعة عملي إعداد صفحات تعرض البيانات، ومحتوى موقع لشركة التأمين. بعض عروض المحتوى يتم إعداده من قبل العميل. لكن قد تكون هناك صفحات تختص بالدفعات كعرض بيانات مشتركي التأمين ودفعاتهم، وتعديلها دون التدخل بالحسابات.
ما حكم عملي في هذا المشروع؟ وماذا يترتب علي؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعملك في شركة برمجيات تختص في إنشاء مواقع للمحتوى المتجدد كالمواقع الاخبارية، وشركات الطيران والمعارض، ونحو ذلك مما هو غير مختص بالحرام، ولا الحرام يغلب على نشاطه؛ لا حرج عليك فيه.

وأما شركة التأمين فلا يجوز العمل في إعداد الصفحات لها، أو التعاون معها مطلقا؛ لكون التأمين التجاري قائما على الغرر والقمار المحرم، وليست الحرمة فيها خاصة بالتأمين على الحياة فقط.

وعليه؛ فالواجب عليك رفض التعاون في ذلك المشروع، ولو لم تفعل فما اكتسبته من عملك فيه مال خبيث؛ لحرمة ذلك العمل. والكسب الخبيث يتخلص منه بدفعه للفقراء والمساكين. ولا ينتفع المرء به في خاصة نفسه أو عياله، إلا إذا كان فقيرا محتاجا.

قال النووي في المجموع: وإذا دفعه -المال الحرام- إلى الفقير لا يكون حراماً على الفقير، بل يكون حلالاً طيباً، وله أن يتصدق به على نفسه وعياله إن كان فقيراً؛ لأن عياله إذا كانوا فقراء فالوصف موجود فيهم؛ بل هم أولى من يتصدق عليه، وله هو أن يأخذ قدر حاجته؛ لأنه أيضاً فقير. انتهى كلامه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني