الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تعلم قواعد لعبة القمار لاستخدامها في العلوم النافعة المباحة

السؤال

أنا شاب أحب العلم، وأحاول تكوين شخصيتي بناء على المنهج العقلي والعلمي.
منذ فترة بدأت بتعلم بعض النظريات المتطورة في علم الإحصاء والرياضيات، ووجدت كثيرا من العلماء يؤكدون أن لعبة القمار أو البوكر تعد مثالا عمليا على الكثير من المواقف العلمية المطروحة في تلك النظريات، كنظرية الألعاب مثلا والتي تتعلق بالنواحي الاقتصادية.
وأيضا تدريب مباشر على استخدام تلك الأسس العلمية في مواقف حياتية، وكذلك مجرد العلم بأصول تلك اللعبة يجعلك متفوقا في المفاوضات الاقتصادية وعقد الصفقات، وقراءة الأسواق والتنبؤ ببعض القرارات الصحيحة، إلى جانب تقييم المخاطر المحتملة بناء على المعلومات المتاحة.
فهل تعلم تلك اللعبة بدون السعي وراء لعبها أو الكسب من ورائها؛ لأن ذلك حرام، ولكن بنية ترسيخ مفاهيم علمية تكون مفيدة في جوانب عدة في تكوين شخصيتي وتفكيري، وطريقة تعاملي في المواقف المختلفة على المدى البعيد يعد حراما أيضا؟
أحاول الاستفادة من اللعبة لا على الجانب السيئ من اللهو أو الصد عن ذكر الله، أو تأصيل الكره والبغضاء، ولكن من باب العلم بالشيء وعدم الجهل به. وأيضا لإثراء فكري وشخصيتي بالكثير من المواقف التي من الممكن أن أواجهها في حياتي العلمية أو الشخصية إلى آخره. وإسلامنا الحنيف حثنا على التعلم وإعمال العقل، فالمشكلة لا تكمن في التعلم، ولكن في استخدام العلم بصورة سيئة، فإذا كانت النية في عدم الاستغلال السيئ، ولكن لاستخدام العلم النافع. فهل يعد ذلك حراما أيضا؟
أرجو الإفادة؛ لأني في حيرة من أمري، ويعلم ربي أن نيتي في ذلك هي كما ذكرت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ثبت بالفعل أن تعلم قواعد هذه اللعبة يفيد في شيء من العلوم النافعة المباحة، فلا نرى حرجا في مجرد تعلمها، دون ممارسة اللعب بها؛ لأن المحظور هو اللعب نفسه.

وأما مجرد معرفة قواعدها، فهذا يكون حكمه بحسب أثره، ومقصد صاحبه، وغرضه من ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني