الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إيداع المال في البنك لاستجار شقة من الفوائد

السؤال

أمتلك شقة، وأريد بيعها وشراء شقة أخرى أكبر.
فهل يجوز لي بيع شقتي، وإيداع المبلغ في البنك، وأسكن في شقة بالإيجار من فوائد هذا المبلغ، حتى أجد الشقة الجديدة المناسبة لي.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبيعك لشقتك لشراء شقة أكبر منها، لا حرج فيه. لكن إيداعك للمال في حساب لتنتفع بفوائده في الإيجار، حتى تجد الشقة المناسبة، فيه تفصيل وهو:

أنك إذا كنت ستودع المال في بنك إسلامي، يراعي الضوابط الشرعية في معاملاته في حساب استثماري لديه؛ فلا حرج عليك في الانتفاع بالأرباح التي سيعطيك إياها لتصرفها في الإيجار أو غيره من أوجه الانتفاع المباحة.

وأما لو كنت تريد إيداع المال في بنك ربوي، لتأخذ الفائدة الربوية، فلا يجوز لك ذلك؛ لأن الفائدة الربوية مال محرم، وكسب خبيث، يجب التخلص منه بصرفه في مصالح المسلمين، أو دفعه للفقراء والمساكين. وليس لحائزه الانتفاع به في خاصة نفسه في دفع كراء أو غيره.

كما أن مجرد إيداع المال لدى بنك ربوي ولو مع نية التخلص من فوائده، لا يجوز لمن يجد بنكا إسلاميا يمكنه التعامل معه؛ لئلا يكون عونا للبنك الربوي على باطله بإيداع المال لديه؛ لأن البنك ينتفع بذلك، ويتقوى به.

جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي ما يلي: يحرم على كل مسلم يتيسر له التعامل مع مصرف إسلامي، أن يتعامل مع المصارف الربوية في الداخل أو الخارج، إذ لا عذر له في التعامل معها مع وجود البديل الإسلامي، ويجب عليه أن يستعيض عن الخبيث بالطيب، ويستغني بالحلال عن الحرام. انتهى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني