الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حسن الظن وتجنب الاختلاط يمنع الكثير من الخلافات

السؤال

متزوج منذ أكثر من عام. أعيش أنا وإخوتي كل واحد في شقة في البيت، بشكل انعزالي، يعني كأننا نعيش في شقة وحدنا خارج البيت.
ننزل كل فترة تحت في شقة والدي، بدون انتظام يمكن مرة في الأسبوع، وأحيانا تطول المدة، وأحيانا تقصر.
إخوتي وزوجاتهم يجلسون مع بعض، ويضحكون ويمزحون، ومعهم والدتي.
زوجتي تقول إنها تلاحظ أن زوجة أخي تنظر لي نظرات غير بريئة، أو تحاول أن تتكلم معي.
الحمد لله، لا أركز معها، أو أنظر لها أصلا وهي تتكلم، لا ألاحظ من الأساس أي كلام لها معي. وزوجتي متأكدة من ذلك، وتقول لي: أنت فقط غير منتبه. لكن زوجتي تقول: إنها تنظر إلي، وتتكلم بطريقة غير بريئة.
المهم؛ زوجتي كلمتها في الرسائل، وقالت لها: أنت اجتماعية زيادة عن اللازم، فأبعدي هذه الاجتماعية عن زوجي، وافعليها مع شخص آخر.
فهم يتقبلون هذا، أما أنا فأغير على زوجي.
زوجة أخي قالت لزوجها؛ فغضب، وقال لوالدي ووالدتي: هل زوجتي غير محترمة، وتتكلم بطريقة غير محترمة مع إخوتي؟
والدي ووالدتي يريان أن امرأتي أخطأت، وأن زوجة أخي محترمة، وتعاملها معي ومع أخي طبيعي، وأن ما قالته زوجتي غلط.
وزوجتي وأهلها يرون أن من حقها أن تغير علي زوجها، وأن زوجة أخي مخطئة، وعملت فتنة؛ لأنها قالت لزوجها.
طبعا والدي ووالدتي غاضبان من أجل ما قيل عن زوجة أخي، ويقولان: لو أن زوجتك في مكانها، كنا سنفعل نفس الشيء.
من المصيب، ومن المخطئ؟ وماذا أفعل في موقف كهذا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس من عملنا الفصل في النزاعات، وتحديد المخطئ والمصيب فيها، ولكن الذي يظهر لنا من سؤالك؛ أنّ زوجتك لم تحسن التصرف بالرسالة التي كتبتها لزوجة أخيك، وقد كان عليها أن تحسن الظنّ بها، وربما كان اتهامها لها بما ذكرته في الرسالة غير مستند إلى برهان.

كما أنّ زوجة أخيك لم تحسن التصرف بإخبار زوجها بهذا الأمر، وأساء زوجها التصرف بإخبار الوالدين، فإشاعة مثل هذه الأمور في الأسرة مجانب للصواب.

والذي ننصح به أن تعتذر زوجتك لزوجة أخيك، وأن تسعى في الإصلاح بين زوجتك وبين أهلك، وأن يطوى هذا الأمر ويغلق باب الكلام فيه، وأن ينضبط جميع أفراد الأسرة بضوابط الشرع في معاملة الأقارب غير المحارم، ولا يتهاونوا في النظر والكلام بغير حاجة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني