الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفلّت حفظ القرآن الكريم المفاجئ

السؤال

أنا فتاة في 19 من العمر، ملتزمة، وأحفظ القرآن كاملًا -ولله الحمد-، وفي الفترة الأخيرة تراودني رؤى عديدة، تفسيرها أني مصابة بحسد أنا وأهلي، وتنصح بالرقية، والتحصن، فقررت أن أبدأ بعلاج نفسي بقراءة سورة البقرة يوميًّا، وتشغيلها في البيت، والاستماع إلى الرقية، وبعد قرابة الأسبوعين من العلاج، وما صاحبه من الآلام في الجسد، بدأت ألاحظ تفلت حفظي للقرآن بشكل غريب، مع العلم أني -ولله الحمد- قد منّ الله عليّ بقوة الحفظ، فحفظي -ولله الحمد- متقن، وأستطيع في اليوم مراجعة 3 أجزاء، وأنا مواظبة على جدول لمراجعة القرآن بشكل مكثف، لكني أصبحت لا أستطيع مراجعة حتى صفحة واحدة، فقررت أن أعيد كل السور التي راجعتها في الفترة الأخيرة، وإذا بي قد نسيتها حتى قصار السور يتجلى لي سوء وركاكة الحفظ.
ضاقت بي الدنيا، وتركت قراءة سورة البقرة، ولكني إلى الآن لا أستطيع الحفظ، بل لا أستطيع رفع المصحف، وترتيل الآيات، وقد مضى على ذلك قرابة 12 يومًا، فآمل منكم نصحي وإرشادي؛ فأنا تائهة، ماذا أفعل؟ ولماذا تفلت حفظي بشكل مفاجئ؟!!
أرجو الإجابة -جزاكم الله خيرًا، ونفع بكم الإسلام والمسلمين-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أن تفلت الحفظ إذا كان بغير تقصير وتفريط من الشخص، فلا تبعة عليه فيه، ولا إثم.

فعليك أن تعودي لما كنت عليه من المراجعة المستمرة، وتزيدي مقدار ما تراجعينه، وتعرضي القرآن على من هو أحفظ منك؛ حتى تثبتي محفوظك، وتستعيدي ما كنت نسيتِه.

واستعيني على ذلك بالله تعالى، وأكثري من دعائه، واللجأ إليه أن يعينك على هذا المقصد العظيم.

ولا يمتنع مع هذا أن تواصلي رقية نفسك بالرقى النافعة؛ فإن كان ثم حسد أو نحوه، ذهب عنك بالرقية -بإذن الله-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني