الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم من أفتي بجواز التعامل مع بنك ربحه محرم التخلص منه؟

السؤال

وضعت مبلغا من المال في بنك مصر -فرع المعاملات الإسلامية- لاعتقادي أن فوائده حلال. وبعد فترة سحبت المبلغ، ووضعته في بنك ناصر الاجتماعي في فرع يعرف عن نفسه بأن معاملاته إسلامية. ثم قمت بسحب المبلغ، ووضعه ببنك فيصل الإسلامي، قبل أن أقوم بارجاعه إلى بنك مصر فرع المعاملات الإسلامية مرة أخرى لارتفاع فائدته، وذلك اعتمادا على سؤال سابق لي للجنة الفتوى بالأزهر. ومنذ ثلاث سنوات بدأت الشكوك تساورني بأن حتى تلك البنوك الإسلامية قد تكون فوائدها ربوية، إلا أنني حتى الآن لا زلت أضع مدخراتي في بنك مصر فرع المعاملات الإسلامية، وأنوي سحبها ووضعها ببنك فيصل؛ لأنني سمعت أنه الأفضل من حيث الالتزام بالشريعة.
سؤالي هو: ما موقف الفوائد السابقة التي حصلت عليها خلال كل تلك السنوات؟ وإذا كان من الواجب علي إخراج تلك المبالغ، فهل يجب إخراجها دفعة واحدة؟ أم يجوز اخراجها بالتدريج؟ علما بأنني حينما حصلت عليها حصلت عليها على دفعات، وخلال سنوات طويلة، وإذا قمت بإخراجها دفعة واحدة، فقد تنخفض مدخراتي السائلة، وإن كنت سأحتفظ بمستوى معيشي جيد إن شاء الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يلزمك التخلص مما اكتسبته من أرباح ذلك المال ما دمت قد استفيت فأفتيت بجواز التعامل مع البنك، واستثمار المال لديه، وإن كان هناك إثم، فيكون على من أفتاك، لما رواه أبو داود وصححه الألباني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه. وروى ابن ماجه وصححه الألباني أيضاً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أفتي بفتيا غير ثبت، فإنما إثمه على من أفتاه.

وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: الذي يظهر لي: أنه إذا كان لا يعلم أن هذا حرام، فله كل ما أخذ، وليس عليه شيء، أو أنه اغتر بفتوى عالم أنه ليس بحرام، فلا يخرج شيئًا، وقد قال الله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ {البقرة:275}. اهـ.

وأما ما يستقبل: فينبغي عليك أن تتحرى أحسن البنوك الإسلامية في بلادك سمعة من حيث الانضباط بالضوابط الشرعية في معاملاتها المالية، ولا يكن همك أكثرها نسبة ربح. ويمكنك أن تسأل اهل العلم والورع المختصين في شأن البنوك، ولديهم اطلاع تام على حالها في تلك البلاد، ولك أن تعمل بما يرشدوك إليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني