الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستخارة ثقة بتدبير الله ووكل الأمور إليه

السؤال

عملت استخارة في شيء، وتيسر الأمر لفترة، ثم انقطع التيسير. ظننت من عندي أنه شر. رضيت، وقلت: الحمد لله، ولكني لم أنصرف. واستخرت أكثر من عشر مرات و لم أنصرف. أرضيت ضميري أمام الله، وحاولت جاهدا الانصراف والأخذ بكل الأسباب، لم أنصرف، وكانت الأسباب تغلق في وجهي إغلاقا واضحا بدون سبب.
سؤالي: هل لو أن الشيء شر، وتصدقت لله بنية أن يجعله الله خيرا لي. هل يتقبلها الله ويجعله خيرا لي، مع العلم والله أني حاولت جاهدا الانصراف ولم يحدث أبدا، وكلما كررت الاستخارة كلما زادت إرادتي بهذا الشيء، وأن الله أصلا رزقني رؤيا فيها وعد مباشر بهذا الشيء.
شكرا مقدما، هداكم الله للعلم الصحيح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان قد حيل بينك وبين هذا الشيء تماما، بحيث صار تحصيله مستحيلا، فعليك أن تنصرف عنه، عالما أن ما قضاه الله هو الخير.

وهذا معنى الاستخارة، فإنها تفويض لله تعالى، ووكل للأمور كلها إليه، وثقة بتدبيره سبحانه، وخروج عن الحول والقوة.

وأما إن كان قد بقي طريق إلى تحصيله، وكانت نفسك تتوق إليه، فلا حرج في أن تكرر الاستخارة، ثم تمضي في الأخذ بأسباب تحصيله مهما تكرر ذلك.

ولا حرج عليك في الصدقة بنية أن ييسره الله لك، ولكن متى تعذر وعلمت أنه لا سبيل إلى تحصيله، فعليك أن تفعل ما ذكرناه من الاستسلام لحكم الله والرضا بقضائه، والعلم الجازم بأن ما قدره سبحانه هو الخير والمصلحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني