الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ...

السؤال

ما صحة الآثار التي جاء فيها أن الشيطان يتنزل على من كان يذكر في فراشه حتى ينام.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تعني أن الشيطان يأتي للعبد عند نومه ليشغله عن ذكر الله حتى ينام، فقد جاء ما يدل على ذلك.

روى الحاكم في المستدرك من حديث جَابِرٍ مرفوعا: إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ، يَقُولُ الشَّيْطَانُ: افْتَحْ بِشَرٍّ (وفي رواية اختم بشر)، وَيَقُولُ الْمَلَكُ: افْتَحْ بِخَيْرٍ (وفي رواية اختم بخير)، فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ ذَهَبَ الشَّيْطَانُ، وَيَأْتِي الْمَلَكُ وَيَكْلَؤُهُ، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ، يَقُولُ الشَّيْطَانُ افْتَحْ بِشَرٍّ، وَيَقُولُ الْمَلَكُ: افْتَحْ بِخَيْرٍ ..إلخ. والحديث قال عنه الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. اهـ

وتعقبه الحافظ في نتائج الأفكار فقال: قد أخرج لرجاله، لكنه لا يخرج لأبي الزبير إلا ما صرح فيه بالسماع عن جابر، أو كان له فيه متابع، أو كان من رواية الليث، وهذا لم أره من حديث أبي الزبير عن جابر إلا بالعنعنة. اهــ

ومع هذا التعقب فقد حسنه فقال: هذا حديث حسن غريب، أخرجه النسائي في الكبرى عن الحسن بن أحمد بن حبيب، عن إبراهيم بن الحجاج...اهـ.

والحديث رواه أيضا أبو يعلى الموصلي في مسنده ــ باختلاف يسير ــ وقال محققه الشيخ حسين سليم أسد: رجاله رجال الصحيح عدا إبراهيم. اهــ.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَجَّاجِ الشَّامِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ. اهــ.

والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب وقال: فيه عندهما ــ أي عند الحاكم وأبي يعلى ــ وعند غيرهما عنعنة أبي الزبير. اهــ
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني