الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كراهية الموت منها ما هو مذموم ومنها غير ذلك

السؤال

أنا أنفذ ما أمربه الله من عبادات وأزيد لكن المشكلة أنني لا أحب أن أستشهد فيتأذى جسدي وأنا أكره أن يتأذى جسدي وأنفر جدا من منظر الدماء وهذا ما يؤلمني ويقلقني جدا ويبكيني كثيرا كيف أنني مؤمنة ولا أحب أن أستشهد مع ما ذكر من أحاديث وآيات قرآنية في فضل الشهادة فهل هذا ضعف إيمان أم ماذا أفيدوني جزاكم الله عني خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كراهية الموت نوعان: فمنها الكراهية الجبلية التي أودعها الله بين جنبي كل امرئ من خلقه، وهذه ليست مذمومة لأنها لا تدخل في باب التكليف، وهي التي وردت في كلام عائشة رضي الله عنها لما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قالت: يا نبي الله أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت، فقال ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر... الحديث في صحيح مسلم وغيره. وأما النوع المذموم من كراهية الموت وهو الذي يدل على ضعف الإيمان فهو الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوهن في الحديث الذي أخرجه أبو داود وأحمد عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت. وكراهية الموت من هذه الناحية تعني أن الإنسان يسرف في الملذات ويسعى لإشباع الشهوات، وكل ذلك بجهله لحقيقة الدنيا واغتراره بمظاهرها، فينفر من الموت نفوراً زائداً لأنه لا يرى بعده إلا الشقاء والبؤس. والله نسأل أن يجعلنا وإياك من الذين يحبون لقاء الله فيحب الله لقاءهم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني