الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التسويق للمنتجات التجميلية في شركة تابعة لدولة أجنبية

السؤال

جاء عمل لزوجي في مجال تسويق منتجات طبيعية 100% للتخسيس، وأخرى تتعلق بمنتجات تجميلية لمن عانوا من حادث ما، كخياطة في الوجه، وآثار ما بعد العملية القيصرية، وترهلات ما بعد الولادة، والانتفاخات تحت العينين والتجاعيد، فهل يجوز التسويق لها؟ مع العلم أن الشركة تابعة لدولة أجنبية، فهل يجوز العمل لصالحها رغم ما بيننا وبين العالم الإسلامي من مشكلات؟ كما أن بيئة العمل والفيديوهات التي تشرح للزبون عن ماهية المنتج قد يحتوي على فتيات غير ملتزمات بلبس لائق، وقد يراه رجال أجانب، فما رأيكم في هذا العمل؟ هل يجوز لزوجي قبوله أم لا؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمنتجات المذكورة مباحة في الأصل، فلا حرج على زوجك في قبول العمل في تسويقها.

وكون هذه الشركة تابعة لدولة غير مسلمة، لا يمنع من العمل معها فيما يباح شرعًا، وليس فيه إعانة على الإضرار بالمسلمين، جاء في شرح صحيح البخاري لابن بطال: الشراء والبيع من الكفار كلهم جائز، إلا أن أهل الحرب لا يباع منهم ما يستعينون به على إهلاك المسلمين من العدة، والسلاح، ولا ما يقوون به عليهم. انتهى.

وقال القرطبي -رحمه الله- في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: وأما أهل الحرب: فيجوز أن يعاملوا، ويُشترى منهم كل ما يجوز لنا شراؤه وتملكه، ويُباع منهم كل شيء من العروض، والحيوان، ما لم يكن ذلك مضرًّا بالمسلمين مما يحتاجون إليه، وما خلا آلة الحرب، وعدَّته، وما يخاف أن يتقوَّوا به على المسلمين، فلا يباع منهم شيء منه. انتهى.

ووجود بعض المنكرات في مقاطع الفيديو الخاصة بهذه المنتجات؛ لا يجعل عمله في التسويق محرمًا، لكن عليه أن يزيل المنكر، وينهى عنه بقدر استطاعته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني