الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تذكر النية أثناء الغسل من الجنابة

السؤال

إذا أردت الاغتسال، وتذكرت عند الدش أنني لم أنوِ الطهارة، فهل تجوز النية في ذلك الوقت أو لا بد أن أنوي قبلها؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالنية تكون مع بداية الغسل؛ لأن وقت النية أول العبادة، قال السيوطي في الأشباه والنظائر في وقت النية: الأصل أن وقتها أول العبادة. اهـ.

وقال ابن قدامة في المغني: ويجب تقديم النية على الطهارة كلها؛ لأنها شرط لها، فيعتبر وجودها في جميعها، فإن وجد شيء من واجبات الطهارة قبل النية، لم يعتد به. اهـ.

وأجاز بعض أهل العلم تقديم النية على العبادة بوقت يسير، قال الخرشي في شرحه لمختصر خليل المالكي: يعني أنه اختلف في النية إذا تقدمت قبل محلها بيسير، على قولين. وأما إن تقدمت بكثير، فلا خلاف في عدم الإجزاء. وكذا إن تأخرت عن محلها؛ لخلو المفعول عن النية. اهـ.

وقال ابن قاسم في موضع آخر: يجوز تقديم النية على الطهارة، بزمن يسير، كما يجوز في الصلاة، قال في الإنصاف: بلا نزاع، ولا يجوز بزمن طويل، على الصحيح من المذهب، وعليه الأصحاب. اهـ.

وبناء على ما سبق, فإذا تذكرتِ نية الغسل, فإن كان ذلك قبل الشروع فيه, أو قبله بزمن يسير, فإنك تأتين بها.

أما إذا كنت قد غسلت بعض البدن دون نية, ولم تعيدي غسله بعد النية؛ فإن الغسل غير مجزئ.

مع التنبيه على أن النية أمرها سهل، فهي مجرد قصد الفعل, ومحلها القلب، وقد ذكرنا تفصيل ذلك في الفتوى: 379579.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني