الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جرير البجلي لم يكن ضمن وفد أهل اليمن الذي قدم في غزوة تبوك

السؤال

أود أن أسالكم بخصوص حديث عبد الله بن مسعود. (عندما قدم جرير البجلي التفت النبي إلى أصحابه، وقال: أتاكم أهل اليمن، وهم أرق أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والغلظة والقسوة والكبرياء والفخر والجفا عند أصحاب الوبر والصوف نحو هذا المشرق في ربيعة ومضر). وقد ورد الحديث بصيغ كثيرة، ولكن السؤال عن صحة قول النبي هذا الحديث عند ورود جرير البجلي.
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الحديث الذي أشرتَ إليه قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما بألفاظ متقاربة. وقد قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- عند قدوم وفد أهل اليمن عليه بتبوك.

قال النووي في شرح صحيح مسلم عند التعليق على هذا الحديث: والثاني أن المراد مكة والمدينة، فإنه يُروى في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال هذا الكلام وهو بتبوك، ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن، فأشار إلى ناحية اليمن، وهو يريد مكة والمدينة، فقال: الإيمان يمان، ونسبهما إلى اليمن؛ لكونهما حينئذ من ناحية اليمن. اهـ

وقال المناوي في فيض القدير: (أتاكم) جاءكم أيها الصحابة، وفي رواية لمسلم "جاء" (أهل اليمن) أي طائفة منهم وهو وفد الأشعريين، ثم وفد حمير قدموا عليه بتبوك. اهـ

والظاهر أن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- لم يكن ضمن وفد أهل اليمن الذي قدم في غزوة تبوك؛ لأن إسلامه كان في السنة العاشرة للهجرة، كما قال بعض أهل العلم. أما غزوة تبوك فكانت في السنة التاسعة من الهجرة.

ففي شرح سنن أبي داود لابن رسلان: (في غزوة تبوك) وكانت في السنة التاسعة من الهجرة. اهـ

وقال ابن كثير في البداية والنهاية: فأما جرير بن عبد الله البجلي فأسلم بعد نزول المائدة، وكان إسلامه في رمضان سنة عشر، وكان قدومه ورسول الله يخطب، وكان قد قال في خطبته: إنه يقدم عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن، وإن على وجهه مسحة ملك. فلما دخل نظر الناس إليه، فكان كما وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأخبروه بذلك، فحمد الله تعالى. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني