الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدته تجبره على الاختلاط وتنهاه عن حضور حلقات القرآن

السؤال

أنا شاب في السادسة عشر من عمري، أحب مجالس العلم، وحلق القرآن وقريباً سأختمه. لكن أمي لا تحب حلق التحفيظ، وتظن أن الدراسة أهم من القرآن، رغم أنني الثاني على مدرستي الثانوية، بالإضافة إلى أنها تجبرني على فعل المنكرات من سماع الأغاني، والاختلاط مع قريباتي من النساء، وغيرها من الأمور المنكرة.
فهل طاعة أمي في هذين الموطنين واجبة؟ رغم أن في القاعدة: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
فهل لها طاعة في نهيي عن حلق القرآن، وأمري بالمنكرات؟ مع العلم أني ناصحتها بلين ورفق أكثر من مرة، إلا أنها تقول لي إنني متشدد ومتزمت.
أرجو الجواب، أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزادك الله حرصا -أخي السائل- على طاعة الله تعالى، وطلب العلم، والبعد عن المعاصي.

واعلم أن طاعة الوالدين إنما تجب في غير معصية الله تعالى، فلا طاعة لوالدتك عليك في فعل المنكرات، بل تحرم عليك طاعتها مع وجوب الإحسان إليها وبرها.

وكذا لا يلزمك طاعتها في ترك طلب العلم الشرعي، ما دمت قادرا على الجمع بين الدراسة الدنيوية وطلب العلم الشرعي.

وطلب العلم الشرعي دائر بين الوجوب وبين الاستحباب، فإن كان واجبا في حقك، لم يجز لك طاعتها في تركه، وإن كان مستحبا، فقد نص الفقهاء على أن أمر الوالدين إذا كان صادرا عن حمق وهوى ولا مصلحة لهما فيه، لم تلزم طاعتها، وراجع حدود طاعة الوالدين في الفتوى: 76303، وانظر أيضا الفتوى: 274051 في موقف الشرع من منع الوالد لولده من طلب العلم الشرعي، والفتوى: 240100 في بيان حد العلم المتعين على المسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني