الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأفضل الدراسة بعد صلاة العشاء أم بعد الفجر؟

السؤال

أيهما أفضل من ناحية الأجر: أن أدرس بالليل، فتكون دراستي كقيام لليل، أم أنام بعد العشاء، وأطبق سنة الحبيب، ثم أدرس بعد الفجر؛ وفي كلتا الحالتين لي ورد من قيام الليل؛ كالصلاة، والقرآن. جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد وردت أحاديث تنهى عن الحديث بعد صلاة العشاء، منها: ما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها.

لكن مدارسة ما يفيد، لا تدخل في هذا النهي، قال الحافظ ابن حجر: هذه الكراهة مخصوصة بما إذا لم يكن في أمر مطلوب، وقيل: الحكمة فيه لئلا يكون سببًا في ترك قيام الليل، أو للاستغراق في الحديث، ثم يستغرق في النوم، فيخرج وقت الصبح. اهـ.

وراجع المزيد من كلام أهل العلم في هذه المسألة, وذلك في الفتوى: 98803، وهي بعنوان: "السمر بعد العشاء بين الكراهة والاستحباب".

فالظاهر أنه من الأفضل في حقك الدراسة بعد صلاة العشاء؛ لما فيها من الأجر, والمثوبة، خصوصًا أن هذه الدراسة لا تمنعك من قيام الليل, وأداء فريضة الصبح في وقتها، قال النووي في المجموع: أما الحديث للحاجة، فلا كراهة فيه، وكذا الحديث بالخير، كقراءة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومذاكرة الفقه وحكايات الصالحين، والحديث مع الضيف، ونحوها؛ فلا كراهة في شيء من ذلك.

وسببُ عدم الكراهة في هذا النوع، أنه خير ناجز، فلا يترك لمفسدة متوهمة، بخلاف ما إذا لم يكن في الحديث خير؛ فإنه مخاطرة بتفويت الصلاة لغير مصلحة. اهـ.

والمقصود بقيام الليل هو الصلاة، كما تقدم في الفتوى: 272872.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني