الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا طالب أدرس في أستراليا على منحة دراسية مقدمة من أستراليا، ومعي أسرتي، والراتب يكفيني وأسرتي بالكاد، وأرغب في البحث عن عمل؛ لأني لا أملك ثمن تذاكر السفر إذا رغبت في العودة لوطني لإجازة، أو لسبب طارئ، والمشكلة أني لا أجد عملًا حلالًا مائة بالمائة يناسبني كطالب، إلا خدمة توصيل الطعام المقدمة من شركة أوبر، وهذه الأطعمة مختلطة من الأطعمة النباتية، والأطعمة المحتوية على لحوم خنازير، أو لحوم أنعام غير مذبوحة شرعيًّا، وكذلك أطعمة حلال.
الخيار الثاني هو العمل في محل بقالة وخردوات، ولكنه يبيع سجائر وتبغًا، وقليلًا من السندوتشات من اللحوم غير المعلوم مصدرها، وصاحب هذا المحل مسلم، ولكن المحل يقع في منطقة يوجد بها بارات، ولكنها لا تعمل إلا مساء، فأغلب زبائن هذا المحل ليلًا من مرتادي هذه البارات؛ لذلك طلبت من صاحب المحل ألا أعمل إلا نهارًا؛ لكي أتجنب التعامل مع هؤلاء الناس، والمشكلة أني لا بدّ أن أبيع السجائر في هذا المحل في كل الأحوال، فبماذا تنصحونني؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالعمل في توصيل الأطعمة التي بعضها محرم؛ لا يجوز؛ لما فيه من الإعانة على الإثم، كما بينا ذلك في الفتوى: 129755.

وأمّا العمل في محلات البقالة، ونحوها، مع اشتمالها على بيع بعض المحرمات، كالسجائر؛ فهو جائز، إذا كنت تقتصر على بيع المباحات، ولا تبيع المحرمات، لكن إذا كنت محتاجًا للعمل حاجة شديدة، ولا تقدر على الامتناع من بيع السجائر، فنرجو ألا يكون عليك حرج في هذا العمل؛ حتى يتيسر لك سبيل آخر مباح لسد حاجتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني