الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إنفاذ وصية الأب بترك محاكمة الأعمام بشأن تقسيم الميراث

السؤال

توفي أبي عام 2006، وله ميراث في أرض والده هو وإخوته، والأرض إلى يومنا هذا لم تقسم، ولم نأخذ حق أبينا منها، وما زال العقد القديم للأرض موجودًا معي، ولكن أحد إخوة أبي (العمّ) يأبى التقسيم أصلًا، والتصرف بها، وبيعها، وإعطاء كل أخ حقة؛ لأسباب لا يعلمها إلا الله.
وقد وصانا أبي قبل وفاته بعدم الوقوف أمام أعمامي في المحاكم، فماذا أفعل؟ ومساحة الأرض كبيرة، ولي و3 إخوة غيري فدان أرض زراعية، وحق أبي سعره يصل سعره إلى المليون، وعند التفاوض مع عمّي يخبرنا أنه بـ 300 ألف فقط، ماذا أفعل؟ وهل أرفع قضية في المحكمة؟ فأنا لا أفقه شيئًا في الأمور القانونية. آسف على الإطالة، وشكرًا مقدمًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فليس من حق عمّكم منعكم من أخذ نصيبكم من الميراث في تلك الأرض.

ولا يلزمكم العمل بما أوصاكم به والدكم من عدم رفع الأمر للمحكمة الشرعية، ووصيته بهذا ليست وصية ملزمة شرعًا، ولا إثم عليكم في مخالفتها.

ومع ذلك؛ إذا كنتم غير محتاجين إلى نصيبكم من هذه الأرض، فلا حرج عليكم في التنازل عنه، إذا كان جميعكم بالغين راشدين، بل قد يكون ذلك أولى؛ لما قد يترتب على المرافعة مع عمّكم من شحناء، وخصومة بين ذوي الأرحام، ولعل هذا هو ما جعل أباكم يوصيكم بتلك الوصية.

وإذا لم تتنازلوا، فلا تتركوا الأمر معلقًا، بل ينبغي المبادرة برفع الأمر إلى المحكمة؛ حتى يأخذ صاحب كل حق حقه، ولا يطول الأمد، فيكثر النزاع، وتختلط الحقوق، وربما تضيع.

وانظر الفتويين: 97117، 99010 وكلاهما عن تأخير قسمة الميراث.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني