الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطرق المشتهرة عن الإمام نافع

السؤال

سمعت من بعض الإخوة أن رواية ورش عن نافع فيها وجهان: الأزرق؛ والأصبهاني، المرجو مزيدًا من التوضيح في هذا الأمر.
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا وإياك لخدمة كتابه، ويجعلنا جميعًا من المهرة فيه، الذين قال فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة...، الحديث متفق عليه عن عائشة -رضي الله عنها-.

واعلم أن علماء القراءة قد اصطلحوا على تسمية صاحب القراءة قارئًا، والذي أخذ عنه مباشرة أو بواسطة راويًا، والذي أخذ عن الراوي إلى أيامنا هذه يسمى طريقًا، فمثلًا نافع قارئ، وورش راوٍ، والأزرق طريق.

وعلى هذا، فالطرق المتواترة قد اشتهر منها اليوم ما يناهز ألف طريق، كما جاء مفصلاً في كتاب "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري.

فالإمام نافع اشتهر له مائة وأربعة وأربعون طريقًا بواسطة اثنين فقط من رواته هما: قالون وورش، فقالون روى عنه أبو نشيط، والحلواني، وتفرع عن أبي نشيط أربعة وثلاثون طريقًا، وعن الحلواني تسعة وأربعون طريقًا.

وورش روى عنه الأزرق، والأصبهاني، وتفرع عن الأزرق خمسة وثلاثون طريقًا، وعن الأصبهاني ستة وعشرون طريقًا، فجميع ذلك مائة وأربعة وأربعون طريقًا، وليس هذا العدد من الطرق هو كل ما لنافع، ولكنه هو ما اشتهر له، وانظر تفصيل طرق نافع هذه في "النشر" لابن الجزري الجزء الأول، الصفحات: 82-94، ولا تستغرب كثرة هذه الطرق، فإن الفرق بين طريق وطريق قد يكون في حرف واحد في سائر القرآن، وقد يكون في فتح حرف أو إمالته أو تقليله، وما افترق فيه الأزرق والأصبهاني لا يمكن تفصيله في فتوى كهذه، فراجعه في كتب القراءات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني