الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفتاة المشهود لها بالصلاح والتدين أولى

السؤال

أحتاج مساعدتكم يا إخوتي في اختيار زوجة، فأنا متحير في أمري، ولم أستطع الاختيار بين فتاتين؛ لهذا سأخبركم بأحوالهما، وأتمنى أن تكونوا سببا في إرشادي إلى طريق الصواب.
الفتاة الأولى: أعرفها شخصيا منذ أكثر من 8 سنوات، منذ أن عرفتها لم أشهد عليها تصرفا سيئا. درست معي في نفس الجامعة -والله أعلم بما يحدث فيها من محرمات وأمور غير شرعية- لم أرها ولا يوما تمشي مع شاب. على حسب ما أعرف عنها فهي فتاة متدينة، وصديقي نصحني بالزواج منها قائلا لي إنه يعرف العديد من الفتيات اللواتي يعصين الله بمجرد دخول الجامعة، ولكن حسب علمه فهي امرأة صالحة.
المشكلة الوحيدة أنني أعتزم الزواج قبل نهاية هذه السنة -بإذن الله- وهذه الفتاة تدرس في الماستر، ولن تتخرج قبل منتصف ربيع السنة القادمة.
أما الفتاة الثانية: فأحيطكم علما أنني انتقلت مع عائلتي إلى حي جديد منذ سنتين تقريبا، حيث التقت والدتي بابنة جارنا المقابل لنا، وأعجبتها؛ فأخبرتني أنها تريدها زوجة لي، ولكنها لا تعلم أحوالها أو دينها. فكل فتاة تظهر أنها على خلق، لأي امرأة لا تعرفها بغية الزواج.
والمشكلة التي تواجهني هي أنها حتى ولو كانت امرأة ذات دين، فلا يوجد زواج لم تحدث فيه مشاكل ولو مشاكل طفيفة، فأخاف إن تشاجرت معها يوما أن أخسر جيراني (أباها وأخاها) بحجة أنني أسيء المعاملة معها. ولو حدث وكانت امرأة سيئة وطلقتها، فحتما سأتحول للشخص السيئ في الحي.
أرجو مساعدتكم يا إخوة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا نوصيك أولا بكثرة الدعاء، فربنا سبحانه كثير العطاء، وهو قريب مجيب الدعاء، فتوجه إليه، وسله حاجتك بأن ييسر لك الزوجة الصالحة، قال سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.

وراجع لمزيد لفائدة، الفتوى: 119608، ففيها بيان آداب الدعاء.

والذي يظهر لنا أن الفتاة الأولى أولى؛ لأنك علمت شيئا عن حالها، وأنها دينة خيرة، ولا بأس بأن تتحرى في أمرها أكثر. ودراستها قد لا تكون مانعا من قبولها بالزواج، خاصة وأنها في الدراسات العليا، فيرجى أن يكون ذلك دافعا لها للقبول بالزواج خشية تقدم العمر وفوات الخطاب.

وقبل كل شيء استخر الله عز وجل في الأمر، وراجع في الاستخارة الفتوى: 19333، والفتوى: 123457.

فإن تم الزواج فالحمد لله، وإلا فيمكنك أن تتقدم للأخرى إن تبين لك بعد السؤال عنها أنها مرضية في دينها وخلقها.

فاستخر الله عز وجل في شأنها. فإن تم زواج منها، فهذا يعني أن فيها الخير لك، ولا تلتفت بعدها إلى هذه الهواجس والخواطر.

نسأل الله أن يرزقك الزوجة الصاحة، ويقدر لك الخير حيثما كنت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني