الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستجمار بالمناديل الورقية لمن يشق عليه الاستنجاء بالماء

السؤال

أنا سيدة عمرى 63 سنة، أعاني من خشونة المفاصل، والبدانة؛ ولذلك عندما أرغب في إخراج البول -وخاصة ليلًا- لا أستطيع أن أمنع البول من النزول قبل وصولي إلى الحمام؛ ولذلك أضع إناءً بجوار فراشي؛ لإفراغ البول فيه، وهذا يتكرر أكثر من مرة، بالذات في الليل، وبسبب تكرار هذا الأمر، لا أذهب إلى الحمام للتطهر؛ لأن برودة الجو تجعل من الصعب عليَّ التطهر كل مرة؛ لأن ذلك يتعبني، فهل أنا داخلة في الحديث الذي يقول ما معناه: أن رسول الله مرّ على قبرين، وقال: إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير؛ أحدهما: كان يمشى بالنميمة بين الناس، والآخر لم يكن يتطهر من بوله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أن ديننا الحنيف مبني على اليُسر، ورفع الحرج.

ومن مظاهر اليُسر في شريعتنا الغراء: الترخيص في الاستجمار لإزالة الخارج من السبيلين القبل والدبر، فالاستنجاء بالماء غير واجب، وإن كان هو الأولى والأفضل، فيجوز العدول عنه إلى الاستجمار، وما دام يصعب عليك الذهاب المتكرر إلى الحمام، والاستنجاء بالماء البارد، فيمكن أن تُعِدِّي مناديل ورقية، أو أي خِرَق طاهرة تستجمرين بها بعد إفراغ البول في الإناء الذي أعددتِه لذلك؛ فتكونين بذلك قد استنزهت من البول في بدنك، وثيابك، ولا تقعين تحت طائلة حديث الصحيحين الذي أشرتِ إليه.

وقد سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين -رحمه الله-: هل يجزئ في الاستجمار استعمال المناديل؟

فأجاب: نعم؛ يجزئ في الاستجمار استعمال المناديل، ولا بأس به؛ لأن المقصود من الاستجمار هو إزالة النجاسة، سواء ذلك بالمناديل، أو الخِرَق، أو بالتراب، أو بالأحجار. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني